قوله تعالى: مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ «١». يقرأ بالإضافة والتنوين. وعلته مستقصاة في (هود) «٢».
قوله تعالى: تَتْرا «٣». يقرأ بالتنوين وتركه. فالحجة لمن نوّن: أنه جعله مصدرا من قولك: وتر يتر وترا، ثم أبدل من الواو تاء، كما أبدلوها في (تراث) ودليل ذلك كتابتها في السواد بألف، وكذلك الوقوف عليه بألف. ولا تجوز الإمالة فيه إذا نوّن وصلا ولا وقفا، لأنه جعل الألف فيه ألف إلحاق، كما جعلوها في (أرطى) «٤» و (معزى).
والحجة لمن لم ينوّن: أنه جعلها ألف التأنيث، كمثل (سكرى) ففي هذه القراءة تجوز فيها الإمالة، والتفخيم وصلا ووقفا.
قوله تعالى: زُبُراً «٥». يقرأ بضم الباء وفتحها. وقد ذكرت علته «٦».
قوله تعالى: نُسارِعُ لَهُمْ «٧»، أماله الكسائي لمكان كسرة الراء، وفخّمه الباقون.
قوله تعالى: إِلى رَبْوَةٍ «٨» يقرأ بضم الراء وفتحها، وقد ذكرت علته في البقرة «٩».
قوله تعالى: وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ «١٠» يقرأ بفتح الهمزة وكسرها، وبتخفيف النون وتشديدها مع الفتح. فالحجة لمن فتح: أنه ردّه على قوله: (أني بما تعلمون عليم) وبأن هذه أو لأن هذه «١١». والحجة لمن كسر: أنه جعل الكلام تامّا عند قوله: (عليم) ثم
(١) المؤمنون: ٢٧.
(٢) انظر: ١٨٦.
(٣) المؤمنون: ٤٤.
(٤) الأرطى: شجر: نوره كنوز الخلاف، وثمره، كالعنّاب، تأكله الإبل غضة، وعروقه حمر. الواحدة أرطاة، ألفه للإلحاق. انظر: القاموس: الأرطى.
(٥) المؤمنون: ٥٣.
(٦) انظر: ١٢٨.
(٧) المؤمنون: ٥٦.
(٨) المؤمنون: ٥١.
(٩) انظر: ١٠٢.
(١٠) المؤمنون: ٥٢.
(١١) في كتاب سيبويه: ١: ٤٦٤ وسألته عن قوله جلّ ذكره: وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً فقال: (إنما هو على حذف اللام، كأنه قال: ولأن هذه أمتكم أمة واحدة ثم قال سيبويه: ولو قرءوها: وإن هذه امتكم امة واحدة كان جيّدا).