قوله تعالى: وَلِيَتَمَتَّعُوا «١» يقرأ بإسكان اللام وكسرها. فالحجة لمن أسكن: أنه جعلها لام وعيد في لفظ الأمر كقوله: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ «٢».
ولمن كسر وجهان: أحدهما: أن تكون لام الوعيد أجراها على أصلها، فكسرها مع الواو. والآخر: أن تكون لام كي، مردودة بالواو على قوله لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ «٣» فيكون الفعل بها منصوبا، وبالأولى مجزوما.
ومن سورة الروم
قوله تعالى: ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا «٤» يقرأ بنصب (عاقبة) ورفع (السوأى) وبرفع (عاقبة) ونصب (السوأى) وبالتفخيم في (السوأى) والإمالة على ما قدّمناه من الاحتجاج في أمثاله.
ووزن: (السوأى) فعلى من السّوء، وهي هاهنا: العذاب. وقوله: (أن كذبوا) في موضع نصب، لأنه مفعول له. معناه: لكذبهم.
قوله تعالى: ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ «٥» يقرأ بالياء والتاء، والفتح والضم. وقد تقدم ذكر معناه «٦».
قوله تعالى: لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ «٧». يقرأ بفتح اللام وكسرها. فالحجة لمن فتح: أنه جعله جمع (عالم) والعالم يحتوي على كل المخلوقات من إنس، وجانّ، وجماد، وحيوان. والحجة لمن كسر: أنه جعله جمع (عالم) لأن العالم أقرب إلى الاعتبار من الجاهل- ودليله قوله: وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ «٨».
فإن قيل: فما وجه دخول الحيوان والجماد في جملة من يعتبروهما لا يعقلان ذلك؟
فقل: إن اللفظ وإن كان عاما، فالمراد به الخاص ممن يعقل. ودليله قوله تعالى: وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ «٩». جاء التفسير: أنه أراد: عالم أهل زمانكم من الرّجال والنساء.
(١) العنكبوت: ٦٦.
(٢) فصلت: ٤٠.
(٣) العنكبوت: ٦٦.
(٤) الروم: ١٠.
(٥) الروم: ١١ وفي الأصل «إلينا» وهو تحريف.
(٦) انظر: ٢٥٩.
(٧) الروم: ٢٢.
(٨) العنكبوت: ٤٣.
(٩) الأعراف: ١٤٠.