قوله تعالى: إِلى مَيْسَرَةٍ «١». يقرأ بضم السين وفتحها. وهما لغتان، والفتح أفصح وأشهر.
قوله تعالى: إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً «٢». يقرأ بالرفع والنصب.
فلمن رفع وجهان: أحدهما: أنه جعل «تجارة» اسم كان، (وتديرونها) الخبر.
والثاني: أن يجعل «كان» بمعنى: حدث ووقع، فلا يحتاج إلى خبر، كقوله: وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ «٣». والحجّة لمن نصب: أنه أضمر في «كان» الاسم، ونصب «التجارة» على الخبر، وفيه ضعف. فأمّا قوله في النساء: إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً بالنّصب فوجه صحيح، لتقدم ذكر الأموال قبل ذلك.
قوله تعالى: يَحْسَبُهُمُ «٤». يقرأ بكسر السين وفتحها. فالحجّة لمن فتح: أنه أتى بلفظ الفعل المضارع على ما أوجبه بناء ماضيه، لأن (فعل) بالكسر يأتي مضارعه على (يفعل) بالفتح قياس مطرد. والحجّة لمن كسر: أن العرب استعملت الكسر والفتح في مضارع أربعة أفعال: يحسب، وينعم، وييئس، وييبس، حتى صار الكسر فيهن أفصح «٥».
قوله تعالى: فَأْذَنُوا «٦» يقرأ بالقصر وفتح الذال، وبالمدّ وكسر الذال. فالحجّة لمن قصر: أنه أراد: فاعلموا أنتم. أي: كونوا على علم. والحجة لمن مدّ: أنه أراد: فأعلموا غيركم أي: اجعلوهم على علم.
قوله تعالى: وَأَنْ تَصَدَّقُوا «٧». يقرأ بالتشديد والتخفيف. وقد ذكرت علة ذلك فيما سلف. «٨»
(١) البقرة: ٢٨٠.
(٢) البقرة: ٢٨٢.
(٣) البقرة: ٢٨٠.
(٤) البقرة: ٢٧٣.
(٥) قال ابن خالويه في كتابه «ليس»: ليس في كلام العرب فعل يفعل بكسر العين في الماضي والمستقبل من الصحيح إلا ثلاثة أحرف: نعم ينعم. ويبس ييبس، ويئس ييئس وقد يجوز فيها الفتح. وسمع (ليس في كلام العرب: ٤) والقاموس يذكر أن ييئس، كيضرب: شاذ.
(٦) البقرة: ٢٧٩.
(٧) البقرة: ٢٨٠.
(٨) انظر: ٩٦ في قوله تعالى: حَتَّى يَطْهُرْنَ، ٩٣ في قوله تعالى: وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ.