واستقامته عليه من غير تقدير إضمار، ونحو هذا الإضمار لا ينكر لكثرته وإن كان الأوّل أظهر.
واختلفوا في إدخال الواو وإخراجها والرفع والنصب في قوله جل وعز «١»: ويقول الذين آمنوا المائدة/ ٥٣.
فقرأ أبو عمرو وحده: ويقول الذين آمنوا* نصبا. وروى علي بن نصر عن أبي عمرو أنّه قرأ بالنصب والرفع: ويقول الذين آمنوا* نصبا ويقول الذين آمنوا رفعا.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: ويقول الذين آمنوا رفعا.
وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: يقول الذين آمنوا* بغير واو في أولها ورفع اللام، وكذلك هي في مصاحف أهل المدينة ومكة واللام من يقول مضمومة «٢».
قال أبو علي «٣»: إن قلت: كيف قرأ أبو عمرو: ويقول الذين آمنوا* ولا يجوز عسى الله أن يقول الذين آمنوا. فالقول في ذلك أنّه يحتمل أمرين غير ما ذكرت، أحدهما: أن يحمله على المعنى لأنّه إذا قال: فعسى الله أن يأتي بالفتح المائدة/ ٥٢ فكأنّه قد «٤» قال: عسى أن يأتي الله بالفتح، ويقول الذين آمنوا. كما أنّه إذا قال: فأصدق وأكن المنافقون/ ١٠ فكأنّه قد «٤» قال: أصّدق
(١) في (ط): تعالى.
(٢) السبعة ٢٤٥.
(٣) سقطت من (م) ما بين المعقوفين، وفيها: فإن قلت.
(٤) سقطت من (م).