قال أبو علي: يقال «١»: ضلّ زيد عن قصد الطريق، وأضلّه غيره عنه، وقال «٢»: ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل المائدة/ ٧٧، وقال: أضل أعمالهم محمد/ ١، فهذا كقوله: فأحبط الله أعمالهم الأحزاب/ ١٩ وكقوله: والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة ... إلى قوله لم يجده شيئا النور/ ٣٩، وكقوله: لا يقدرون على شىء مما كسبوا البقرة/ ٢٦٤ أي: على جزاء شيء مما كسبوا من الخير لبطوله بالإحباط.
وقال: أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا غافر/ ٧٤، فهذا في الآلهة التي كانوا يعبدونها كقوله:
فزيلنا بينهم يونس/ ٢٨، فزيّلنا «٣»: إنما هو فعّلنا من زال يزيل.
وقولهم: زلته فلم ينزل، وفي غير الآلهة قوله: يوم القيامة يفصل بينكم الممتحنة/ ٣. وقوله: ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون الروم/ ١٤.
وأما «٤» قراءة ابن كثير وأبي عمرو وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم الأنعام/ ١١٩ أي: يضلّون باتّباع أهوائهم، كما قال: واتبع هواه الأعراف/ ١٧٦. أي: يضلّون في أنفسهم
(١) سقطت من (ط).
(٢) في (ط): قال.
(٣) سقطت من (ط).
(٤) في (ط): فأما.