سبحانه من إبادتها وإفنائها وجاء ذلك على تفعّل أيضا في قوله: ويوم تشقق السماء بالغمام الفرقان/ ٢٥ وما في سورة مريم، إنما هو لعظم فريتهم وعتوّهم في كفرهم، فالمعنيان مختلفان. وذهب أبو الحسن في معنى قوله: تكاد السموات إلى أن تكاد معناها: تريد، وكذلك قال: في قوله: كذلك كدنا ليوسف يوسف/ ٧٦ أي: أردنا له، وأنشد:
كادت وكدت، وتلك خير إرادة ... لو عاد من لهو الصّبابة ما مضى
«١» وكذلك قال في قوله: أكاد أخفيها طه/ ١٥ أي: أريد أخفيها، وعلى هذا فسّر غير أبي الحسن قول الأفوه:
بلغوا الأمر الذي كادوا «٢» أي: أرادوا. قال أبو الحسن: المعنى: يدنون، لأنهن لا يكون أن ينفطرن ولا يدنون من ذلك، ولكن هي هممن به إعظاما لقول المشركين «٣».
ولا يكون على من همّ بالشيء أن يدنو منه، ألا ترى أن رجلا لو أراد أن ينال السماء لم يدن من ذلك وقد كانت منه إرادة.
وقال بعض المتأوّلين في قوله: (تكاد السموات ينفطرن منه):
هذا مثل، كانت العرب إذا سمعت كذبا ومنكرا تعاظمته، عظّمته
(١) البيت في اللسان (كيد) ولم ينسبه وفيه: (كان) مكن (عاد) وانظر المحتسب ٢/ ٣١.
(٢) هذه قطعة للأفوه الأودي، وتمامه:
فإن تجمّع أوتاد وأعمدة ... وساكن بلغوا ...
انظر ديوانه في الطرائف الأدبية/ ١٠، واللسان (كيد).
(٣) كذا الأصل وفي العبارة اضطراب.