قد أصبحت أمّ الخيار تدّعي عليّ ذنبا كلّه لم أصنع فرووه بالرفع لتقدّمه على الفعل، وإن لم يكن شيء يمنع من تسلّط الفعل عليه، فكذلك قوله: وكل وعد الله الحسنى يكون على إرادة الهاء وحذفها، كما تحذف في الصّلات والصّفات، فالصّلات نحو: أهذا الذي بعث الله رسولا الفرقان/ ٤١ والصفات: واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا البقرة/ ٤٨ أي: لا تجزيه، ومثل ذلك قول جرير «٢»:
وما شيء حميت بمستباح أي: حميته.
قرأ ابن كثير وابن عامر: فيضعفه الحديد/ ١١ مشدّدة بغير ألف. ابن كثير يضمّ الفاء وابن عامر يفتح الفاء.
قال: وعاصم يقرأ: فيضاعفه بألف وفتح الفاء. وقرأ نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي: فيضاعفه* بالألف وضمّ الفاء.
قال أبو علي: يضاعفه، ويضعفه بمعنى، فأما الرفع في:
(١) البيت لأبي النجم، وهو من شواهد سيبويه ١/ ٤٤ - ٦٩ - ٧٣، وشرح أبيات المغني ٤/ ٢٤٠، والخزانة ١/ ١٧٣ - ٤٤٥، والخصائص ١/ ٢٩٢ و ٣/ ٦١. وأم الخيار: زوجة أبي النجم.
(٢) صدر البيت:
أبحت حمى تهامة بعد نجد وقد سبق ذكره في ٢/ ٤٤.