القدوة. وأصله كله قنو، وصبوة، وعلوة، وعذو، وبلو سفر، وناقة علوان، ودبة مهوار؛ فقلبت الواو فى ذلك كله للكسرة قبلها، ولم يعتدد الساكن بينهما حاجزا لضعفه، فكأن الكسرة تباشر الواو فتقلبها لذلك ياء، كما تقلبها لو لم تجد بينهما حاجزا.
فكذلك الهمزة فى «أنبئهم» لا تحجز على هذا النحو الذى ذكرناه.
وروينا عن أبى زيد فيما أخذناه عن أبى علىّ، وعن غير أبى زيد: منهم ومنه ومنكم وبكم، أجرى كاف المضمر مجرى هائه، وسترى هذا فيما بعد إن شاء الله.
فقد علمت بذلك أن قول ابن مجاهد: هذا لا يجوز لا وجه له، لما شرحناه من حاله.
ورحم الله أبا بكر، فإنه لم يأل فيما علمه نصحا، ولا يلزمه أن يرى غيره ما لم يره الله تعالى إياه. وسبحان قاسم الأرزاق بين عباده، وإياه نسأل عصمة وتوفيقا وسدادا بفضله.
***
{وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اُسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّ إِبْلِيسَ} (٣٤) ومن ذلك قراءة أبى جعفر يزيد «للملائكة اسجدوا».
قال أبو الفتح: هذا ضعيف عندنا جدا؛ وذلك أن «الملائكة» فى موضع جر، فالتاء إذا مكسورة، ويجب أن تسقط ضمة الهمزة من «اسجدوا»، لسقوط الهمزة أصلا إذا كانت وصلا. وهذا إنما يجوز ونحوه إذا كان ما قبل الهمزة حرف ساكن صحيح، نحو قوله عز وجل: {وَقالَتِ اُخْرُجْ}، وادخل ادخل، فضم لالتقاء الساكنين لتخرج من ضمة إلى ضمة، كما كنت تخرج منها إليها فى قولك: اخرج. فأما ما قبل همزته هذه متحرك- ولا سيما حركة إعراب-فلا وجه لأن تحذف حركته ويحرك بالضم. ألا تراك لا تقول:
قل للرجل ادخل، ولا: قل للمرأة ادخلى؛ لأن حركة الإعراب لا تستهلك لحركة الإتباع إلا على لغية ضعيفة، وهى قراءة بعض البادية: «الحمد لله» بكسر الدال. ونحو منه ما حكاه لى أبو علىّ: أن أبا عبيدة حكاه من قول بعضهم: دعه فى حرمّه فحذف