وقرأ أبو السّمّال «خطوات» بفتح الخاء والطاء.
قال أبو الفتح: أما الهمز فى هذا الموضع فمردود؛ لأنه من خطوات لا من أخطأت.
والذى يصرف هذا إليه أن يكون كما تهمزه العرب ولا حظّ له فى الهمز، نحو حلأت السويق، ورثأت روحى بأبيات، والذئب يستنشئ ريح الغنم. والحمل على هذا فيه ضعيف، إلا أن الذى فيه من طريق العذر أنه لما كان من فعل الشيطان غلب عليه معنى الخطأ، فلما تصوّر ذلك المعنى أطلعت الهمزة رأسها، وقيل: «خطؤات».
وأما خطوات فجمع خطوة، وهى الفعلة، والخطوة ما بين القدمين. والخطوات كقولك: طرائق الشيطان، والخطوات كقولك: أفعال الشيطان.
***
{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} (١٧٧) ومن ذلك قراءة أبى وابن مسعود: «ليس البرّ بأن تولّوا وجوهكم». قال ابن مجاهد فإذا كان هكذا لم يجز أن ينصب البر.
قال أبو الفتح: الذى قاله ابن مجاهد هو الظاهر فى هذا، لكن قد يجوز أن ينصب مع الباء، وهو أن تجعل الباء زائدة، كقولهم: كفى بالله، أى كفى الله، وكقوله تعالى:
{كَفى بِنا حاسِبِينَ} أى كفينا، فكذلك ليس البر بأن تولوا بنصب البر كما فى قراءة السبعة.
فإن قلت: فإن «كفى» بالله شاذ قليل، فكيف قست عليه «ليس»، ولم نعلم الباء زيدت فى اسم ليس، إنما زيدت فى خبرها، نحو قوله: {لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ}؟ قيل: لو