نظر، فإن اسنادهم بهذه القراءات السبعة موجود فى كتب القراءات وهى نقل الواحد عن الواحد.
قال السيوطى: فى ذلك نظر لما سيأتى، واستثنى أبو شامة كما تقدم الألفاظ المختلف فيها عن القراء واستثنى ابن الحاجب ما كان من قبيل الأداء كالمد والإمالة وتحقيق الهمزة.
وقال غيره: الحق أن الأصل المد والإمالة، ولكن التقدير غير متواتر للاختلاف فى كيفيته كذا قال الزركشى قال: وأما أنواع تحقيق الهمزة فكلها متواترة.
وقال ابن الجزرى: لا نعلم أحدا تقدم ابن الحاجب إلى ذلك.
وقد نص على تواتر ذلك كله أئمة الأصول كالقاضى أبى بكر وغيره، وهو الصواب؛ لأنه إذا ثبت تواتر اللفظ ثبت تواتر هيئة أدائه لأن اللفظ لا يقوم إلا به ولا يصح إلا بوجوده.
التنبيه الثالث: قال أبو شامة: ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هى التى أريدت فى الحديث وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل.
وقال أبو العباس بن عمار: لقد نقل مسبع هذه السبعة ما لا ينبغى له وأشكل الأمر على العامة بإبهامه كل من قل نظره إن هذه القراءات هى المذكورة فى الخبر، وليته إذا اقتصر نقص عن السبعة أو زاد ليزيل الشبهة، ووقع له أيضا فى اقتصار على كل إمام على روايين أنه صار من سمع قراءة راو ثالث غيرهما أبطلها وقد تكون هى أشهر وأصح وأظهر وربما بالغ من لا يفهم فخطأ أو كفر.
وقال أبو بكر بن العربى: ليست السبعة متعينة للجواز حتى لا يجوز غيرها كقراءة أبى جعفر وشيبة والأعمش ونحوهم، فإن هؤلاء مثلهم أو فوقهم. وكذا قال غير واحد منهم مكى وأبو العلاء الهمدانى وآخرون من أئمة القراء.
وقال أبو حيان: ليس فى كتاب ابن مجاهد ومن تبعه من القراءات المشهورة إلا النزر اليسير، فهذا أبو عمرو بن العلاء اشتهر عنه سبعة عشر راويا ثم ساق أسماءهم واقتصر فى كتاب ابن مجاهد على اليزيدى، واشتهر عن اليزيدى عشرة أنفس، فكيف يقتصر على السوسى والدورى وليس لهما مزية على غيرهما؛ لأن الجميع مشتركون فى الضبط والإتقان والاشتراك فى الأخذ. قال: ولا أعرف لهذا سببا إلا ما قضى من نقص العلم.
وقال المكى: من ظن أن قراءة هؤلاء كنافع وعاصم هى الأحرف السبعة التى فى الحديث فقد غلط غلطا عظيما، قال: ويلزم من هذا أيضا أن ما خرج عن قراءة هؤلاء السبعة مما ثبت عن الأئمة غيرهم ووافق خط المصحف أن لا يكون قرآنا وهذا غلط عظيم فإن الذين صنفوا القراءات من الأئمة المتقدمين كأبى عبيد القاسم بن سلام وأبى حاتم السجستانى وأبى جعفر الطبرى وإسماعيل القاضى قد ذكروا أضعاف هؤلاء، وكان الناس على رأس المائتين بالبصرة على قراءة أبى عمرو ويعقوب، وبالكوفة على قراءة حمزة وعاصم، وبالشام على قراءة ابن