أم كيف ينفع ما تعطى العلوق به … رئمان أنف إذا ما ضمنّ باللبن
ألحق الباء فى به لّما كان تعطى فى معنى تسمح به، ألا تراه قال فى آخر البيت: إذا ما ضنّ باللبن؟ فالضن نقيض السماحة والبذل.
***
{يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ} (١٥٨) ومن ذلك قراءة زهير الفرقبى: «يوم يأتى بعض آيات ربّك»، بالرفع.
قال أبو الفتح: ينبغى أن يكون ارتفاع اليوم بالابتداء، والجملة التى هى قوله تعالى:
{لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً} خبر عنه، والعائد من الجملة محذوف لطول الكلام والعلم به، وإذا كانوا قد قالوا: السمن منوان بدرهم، فحذفوا وهم يريدون «منه» مع قصر الكلام كان حذف العائد هنا لطول الكلام أسوغ، وتقديره لا ينفع فيه نفسا إيمانها. ومثله قولهم: البرّ الكرّ بستين، أى الكرّ منه.
وفى قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ إِنّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً} ثلاثة أقوال:
أحدها: أن يكون على حذف العائد، أى إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا منهم، وله نظائر كثيرة، لكنا نحذف الإطالة إذ كان هذا كتابا مختصرا ليقرب على القراء ولا يلطف عنهم، وقد كان شيخنا أبو على عمل كتاب الحجة فى قراءة السبعة، فأغمضه وأطاله حتى منع كثيرا ممن يدعى العربية فضلا على القرأة-منه، وأجفاهم عنه.
***
{لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها} (١٥٨) ومن ذلك قراءة أبى العالية: «لا تنفع نفسا إيمانها»، بالتاء فيما يروى عنه. قال ابن مجاهد: وهذا غلط.