والآخر: أن يكونا لغتين: فعل وفعال. هكذا قال أبو الحسن، قال: وقال الكلابيون:
الرياش: ما كان من لباس أو حشو من فراش أو دثار، والريش: المتاع والأموال. وقد يكون الريش فى الثياب دون المال. ويقال: هو حسن الريش، أى الثياب. والرياش:
القشر، وهما كما ترى متداخلان.
***
{فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ} (٣٤) ومن ذلك قراءة ابن سيرين: «فإذا جاء آجالهم».
قال أبو الفتح: هذا هو الظاهر؛ لأن لكل إنسان أجلا. فأما إفراد الأجل فلأنه جعله جنسا، أو لأنه مصدر فأتته الجنسية من قبل المصدرية، وحسن الإفراد لإضافته أيضا إلى الجماعة، ومعلوم أن لكل إنسان أجلا، وعليه جاء قوله:
فى حلقكم عظم وقد شجينا
لأن لكل إنسان حلقا، وتقول على هذا: رأس القوم صلب، أى رءوسهم صلاب.
ويجوز أن تقول: رأس القوم صلاب حملا على المعنى.
وندع الإطالة بالشواهد إشفاقا من الإطالة التى سئلنا اجتنابها على ما بينا فى صدر الكتاب.
***
{إِمّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} (٣٥) ومن ذلك قراءة أبىّ بن كعب والأعرج والحسن: «إمّا تأتينّكم رسل منكم» بالتاء.
قال أبو الفتح: فى هذه القراءة بعض الصنعة، وذلك لقوله فيما يليه: {يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي}. فالأشبه بتذكير يقصّون التذكير بالياء فى قراءة الجماعة:
{يَأْتِيَنَّكُمْ}، فتقول على هذا: قامت الزّيود وقام الزيدون، وتذكّر لفظ قام لتذكير