بشرت الرجل أبشره بشرا، فأنا باشر وهو مبشور، وأبشرته أبشره، فأنا مبشر وهو مبشر. وبشّرته تبشيرا، فأنا مبشّر وهو مبشّر. وبشر بالأمر يبشر به، فهو بشر، كفرح به يفرح فرحا، وهو فرح. وأبشر هو أيضا يبشر إبشارا، ومنه المثل السائر:
والبشارة: حسن البشرة. قال أبو إسحاق: قيل: لما يفرح به بشارة لأن الإنسان إذا فرح حسنت بشرته.
فإن قيل: فإن البشرة قد يبين عليها الحسن تارة والقبح أخرى فكيف خص به هاهنا حسنها دون قبحها؟.
قيل: من عادتهم أن يوقعوا على الشئ الذى يختصونه بالمدح اسم الجنس المطلق على جميع أجزائه المختلفة. ألا تراهم قالوا: لفلان خلق فخصوه بالمدح، وإن كان الخلق يكون قبيحا كما يكون حسنا.
وقالوا للكعبة: بيت الله، والبيوت كلها لله، فخصوا باسم الجنس أشرف أنواعه.
وقالوا: فلان متكلم، يعنون به صاحب النظر، والناس كلّهم متكلمون.
وأما «بشرى» على فعلى فمنصوبة على الحال أيضا، أى مبشّرات على ما مضى.
وفى «نشرا» فعلى حذف المضاف، أى ذوات نشر، والنّشر أن تنشر الغنم بالليل فترعى، فهذا على تشبيه السحاب فى انتشاره وعمومه من هاهنا ومن هاهنا بالغنم إذا انتشرت للرّعى.
{وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} (١٢٧) ومن ذلك قراءة على عليه السلام وابن عباس وابن مسعود وأنس بن مالك وعلقمة والجحدرى والتيمى وأبى طالوت وأبى رجاء: «ويذرك وإلاهتك».