الأزدى»؛ لذلك ينسب ابن جنى أزديّا بالولاء، قال فى آخر كتابه «المنصف»: «قال أبو الفتح عثمان بن جنى الأزدى».
وجنّى، بكسر الجيم وكسر النون مشددة وسكون الياء، فلا تشدد الياء كياء النسب؛ إذ ليست بها. وفى «حاشية الشمنى على المغنى» بعد أن أورد ترجمة ابن جنّى: «وفى الشرح فى غير هذا الموضع: هو بإسكان الياء، وليس منسوبا، وإنما هو معرب. كذا فى شرح المفصل للاسفندارى».
وإعراب جنى على الحكاية لحالها فى العجميّة، فلا تعامل فى الإعراب معاملة الكلمات العربية؛ وذلك أنها لو ذهب بها هذا المذهب فعوملت معاملة المنقوص لقيل: ابن جنّ فتضيع صورة العلم، ويلتبس الأمر بالجنّ، فمن ثم أبقيت كما هى حفاظا على صورتها.
وقد جاء من الأعلام على نسق جنّى: حنّى.
ويقول ابن ماكولا فى كتابه: «وأما حنّى-بكسر الحاء المهملة وتشديد النون الممالة- فهو أبو الحسن علىّ بن أبى بكر ابن أحمد بن علىّ بن يحيى البيع البغدادى، يعرف بابن حنى. حدث عن ابن رزقويه»، وذكر أن مولده فى سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
وقد ذكر صاحب القاموس فى «حنن» هذا الاسم، وذكر أيضا آخر يعرف بابن حنى.
***
مولده
ولد ابن جنى فى الموصل، ويقول من ترجم له: إنه ولد قبل الثلاثين والثلاثمائة من الهجرة، ولا يعينون مولده بعد هذا، إلا أبا الفداء فى المختصر، يذكر أن وفاته سنة ٣٠٢ هـ.
ويقول ابن قاضى شهبة فى طبقات النحاة: إنه توفى وهو فى سن السبعين. فإذا أخذ بهذا وروعى أن وفاته كانت فى سنة ٣٩٢ هـ، فإن ولادته تكون فى سنة ٣٢٢ هـ أو سنة ٣٢١ هـ.
ويذكر الرواة أنه صحب أبا على الفارسى أستاذه أربعين سنة بعد اتصاله به على أثر حادثة مسجد الموصل-وستأتى قصتها-وكانت هذه الحادثة سنة ٣٣٧ هـ، فإذا وضع تاريخ ولادته فى سنة ٣٢٢ هـ، كانت سنه عندئذ خمس عشرة سنة.
وقول ابن قاضى شهبة: إنه توفى فى سن السبعين، قد يكون «السبعون» فيه محرفة عن التسعين.
ويرى بعض الكاتبين عنه من علماء المشرقيات أن ولادته كانت سنة ٣٢٠ هـ، وهذا قريب مما ذكرت. وبعض هؤلاء جعل مولده سنة ٣٠٠ هـ، وهذا قريب مما جاء فى رواية أبى الفداء.
***