ذرينى إنما خطئى وصوبى … علىّ وإنّ ما أهلكت مال
وقال عبيد (١):
والناس يلحون الأمير إذا هم … خطئوا الصواب ولا يلام المرشد (٢)
وقال فى الدين أمية (٣):
عبادك يخطئون وأنت ربّ … بكفّيك المنايا والحتوم
وأما «خطا» و «خطا»، فتخفيف خطئا وخطئا على القياس.
***
{فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ} (٣٣)
ومن ذلك قراءة أبى مسلم صاحب الدولة: «فلا يسرف فى القتل» (٤).
قال أبو الفتح: رفع هذا على لفظ الخبر بمعنى الأمر، كقولهم: يرحم الله زيدا، فهذا لفظ الخبر، ومعناه الدعاء؛ أى: ليرحمه الله، ومثله قوله: {وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ} (٥)؛ أى: ليتربّصن. وإن شئت كان معناه دون الأمر؛ أى ينبغى ألاّ يسرف، وينبغى أن يتربصن. وعليه قوله (٦):
على الحكم المأتىّ يوما إذا قضى … قضّيته ألاّ يجور ويقصد (٧)
(١) عبيد بن الأبرص من قصيدته التى مطلعها: إن الحوادث قد يجئ بها الغد والصبح والإمساء منها موعد انظر: (ديوانه ٥٨).
(٢) فى الديوان ٥٨: والناس يلحون الأمير إذا غوى خطب الصواب ولا يلام المرشد
(٣) انظر: لسان العرب «خطأ».
(٤) وقراءة أبى مسلم العجلى مولى صاحب الدولة. انظر: (البحر المحيط ٣٤/ ٦، العكبرى ٥٠/ ٢، الكشاف ٤٤٨/ ٢، النحاس ٢٤٠/ ٢).
(٥) سورة البقرة الآية (٢٢٨).
(٦) نسبه فى الكتاب لعبد الرحمن بن أم الحكم. انظر: (الكتاب ٥٦/ ٣، شرح المفصل ٣٨/ ٧، شرح شواهد المغنى ٢٦٣، ونسبه فى خزانة الأدب ٦١٣/ ٣ لأبى اللحام التغلبى، وفى لسان العرب «قصد» أن هذه النسبة هى الصحيحة.
(٧) الحكم: الحاكم الذى يقضى بين القوم، والقضية: الحكم، والقصد: العدل. والشاهد فيه رفع «يقصد» على القطع؛ لأن معناه: وينبغى له أن يقصد، كأنه قال: وليقصد فى حكمه ونظيره مما جاء بلفظ الخبر ومعناه الأمر قول الله: وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ أى ليرضعن.