{وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ} (٨٠)
ومن ذلك قراءة أبى سعيد الخدرى: «وأمّا الغلام فكان أبواه مؤمنان» (١).
قال أبو الفتح: يجوز فى الرفع هنا تقديران:
أحدهما: أن يكون اسم «كان» ضمير الغلام، أى: فكان هو أبواه مؤمنان، والجملة بعده خبر كان.
والآخر: أن يكون اسم «كان» مضمرا فيها، وهو ضمير الشأن والحديث، أى: فكان الحديث أو الشأن أبواه مؤمنان، والجملة بعده خبر «لكان» على ما مضى، إلا أنه فى هذا الوجه الثانى لا ضمير عائدا على اسم «كان»؛ لأن ضمير الأمر والشأن لا يحتاج من الجملة التى هى بعده خبر عنه إلى ضمير عائد عليه منها، من حيث كان هو الجملة فى المعنى. وقد مضى ذلك آنفا، ومثله قول النبى صلّى الله عليه وسلّم: «كلّ مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما اللذان يهوّدانه وينصّرانه».
إن شئت كان ضمير المولود فى «كان» اسما لها، وأبواه ابتداء، و «هما» فصل لا موضع لها من الإعراب، و «اللذان» خبر «لكان»، والعائد على اسم كان الضمير فى «أبواه»؛ لأنه أقرب إليه مما بعده.
وإن شئت جعلت اسم «كان» على ما كان عليه، وجعلت «أبواه» ابتداء، والجملة بعدهما خبرا عنها، وهى مركبة من مبتدإ وخبر: فالمبتدأ «هما»، وخبرهما اللذان، و «هما» وخبره خبر عن «أبواه»، و «أبواه» وما بعدهما خبر «كان».
وإن شئت كان فى «كان» ضمير الشأن والحديث، وما بعده خبر عنه.
وإن شئت رفعت «أبواه» لأنهما اسم «كان» وجعلت ما بعدهما الخبر على ما مضى: من كون «هما» فصلا إن شئت، ومبتدأ إن شئت، ويجوز فيه هما اللذين.
{الصَّدَفَيْنِ} (٩٦)
ومن ذلك قراءة الماجشون: «الصّدفين» (٢)، بفتح الصاد، وضم الدال.
قال أبو الفتح: فيها لغات: صدفان، وصدفان، وصدفان، وصدفان. وقد قرئ
(١) وقراءة الجحدرى. انظر: (البحر المحيط ١٥٥/ ٦، الكشاف ٤٩٥/ ٢، إعراب القرآن للعكبرى ٥٩/ ٢، تفسير الآلوسى ١١/ ١٦).
(٢) انظر: (البحر المحيط ١٦٤/ ٦، الكشاف ٤٩٩/ ٢، العكبرى ٥٩/ ٢).