بعد: أنؤمن لك نحن وأتباعك الأرذلون فنعدّ فى عدادهم؟ وهذا هو معنى القول الآخر: أنؤمن لك وإنما أتباعك الأرذلون فنساويهم فى أن نكون مرذولين مثلهم؟.
***
{وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ} (١٨٤)
ومن ذلك قراءة الحسن بخلاف وأبى حصين: «الجبلّة الأولين» (١)، بالضم.
قال أبو الفتح: قد تقدم القول على ذلك مشروحا.
***
{الْأَعْجَمِينَ} (١٩٨)
ومن ذلك قراءة الحسن: «الأعجميّين» (٢)، منسوب إلى العجم.
قال أبو الفتح: هذه القراءة عذر فى القراءة المجتمع عليها، وتفسير للغرض فيها، وهى قوله: «على بعض الأعجمين»؛ وذلك أن ما كان من الصفات على أفعل، وأنثاه فعلاء-لا يجمع بالواو والنون، ولا مؤنثه بالألف والتاء. ألا تراك لا تقول: فى أحمر: أحمرون، ولا فى حمراء: حمراوات؟ فكان قياسه ألاّ يجوز فيه الأعجمون؛ لأن مؤنثه عجماء، ولكن سببه أنه يريد: الأعجميون، ثم حذفت ياء النسب وجعل جمعه بالواو والنون دليلا عليها وأمارة لإرادتها، كما جعلت صحة الواو فى عواور أمارة لإرادة الياء فى عواوير، وكما جعل قلب تاء افتعل طاء فى قوله.
مال إلى أرطاة حقف فالطجع (٣) …
دلالة على أن اللام فى «الطجع» بدل من ضاد «اضطجع» لولا ذلك لقيل: التجع، كما قالوا: التحم، والتجأ إلى كذا.
وقياس قول: «الأعجمين» لإرادة ياء الإضافة فى «الأعجميّين» أن يقال: فى مؤنثه
(١) وقراءة الأعمش. انظر: (الإتحاف ٣٣٤، القرطبى ١٣٦/ ١٣، الكشاف ١٢٧/ ٣، الرازى ١٦٤/ ٢٤، البحر المحيط ٣٨/ ٧، العكبرى ٩٢/ ٢).
(٢) انظر: (القرطبى ١٤٠/ ١٣، الكشاف ١٢٩/ ٣، مجمع البيان ٢٠٣/ ٧، الإتحاف ٣٣٤، البحر المحيط ٤٢/ ٧).
(٣) سبق الاستشهاد به (١٩٢/ ١).