ومن وقف على «ويك»، ثم استأنف فينبغى أن يكون أراد أن يعلم أن الكاف من جملة «وى»، وليست بالتى فى صدر «كأن»، فوقف شيئا لبيان هذا المعنى. ويشهد لهذا المذهب قول عنترة:
ولقد شفى نفسى وأبرأ سقمها … قيل الفوارس ويك عنتر أقدم (١)
وقال الكسائى-فيما أظن-: أراد: ويلك، ثم حذف اللام، وهذا يحتاج إلى خبر نبىّ ليقبل.
وقول من قال: إن «ويكأنّه» كلمة واحدة إنما يريد به أنه لا يفصل بعضه من بعض.
***
{لَوْلا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا} (٨٢)
ومن ذلك الأعرج وشيبة ومجاهد وعاصم فى رواية أبان والحجاج بن أرطأة (*١) والحسن وأبى رجاء وسلام ويعقوب وحسن بن حى (٢) وعطية بن سعد وعبد الله بن يزيد «لخسف بنا».
قال أبو الفتح: الفاعل اسم الله، والمفعول محذوف، أى: لخسف الله بنا الأرض، وقد كررنا ذكر حسن حذف المفعول به.
وقرأ: «لا نخسف بنا» (٣) -الأعمش وطلحة، وكذلك فى قراءة ابن مسعود.
(١) ورد: «ولقد شفى نفسى وأذهب سقمها». انظر: (ديوانه ٣٠). يقول: ولقد شفى نفسى وأذهب سقمها قول الفوارس لى: ويلك يا عنترة أقدم نحو العدو واحمل عليه، يريد أن تعويل أصحابه عليه والتجاءهم إليه شفى نفسه ونفى غمه.
(*١) حجاج بن أرطأة بن ثور النخعى (١٤٥ هـ-٧٦٢ م): قاض، من أهل الكوفة. كان من رواة الحديث وحفاظه، استفتى وهو ابن ست عشرة سنة. وولى قضاء البصرة. وتوفى بخراسان أو بالرى. وكان تياها معجبا يعاب بتغيير الألفاظ فى الحديث. انظر: (تهذيب التهذيب ١٩٦/ ٢، ميزان الإعتدال ٢١٣/ ١، تاريخ بغداد ٢٣٠/ ٨، الأعلام ١٦٨/ ٢).
(٢) الحسن بن صالح بن حى الهمدانى الثورى الكوفى، أبو عبد الله: من زعماء الفرقة البترية من الزيدية. كان فقيها مجتهدا متكلما. أصله من ثغور همدان وتوفى متخفيا فى الكوفة. له كتب منها «التوحيد»، و «إمامة ولد على من فاطمة» و «الجامع» فى الفقه. وهو من أقران سفيان الثورى، ومن رجال الحديث الثقات. انظر: (الفهرست ١٧٨/ ١، الفرق بين الفرق ٢٤، تهذيب التهذيب ٢٨٥/ ٢، ميزان الاعتدال ٢٣٠/ ١، ذيل المذيل ١٠٥، الأعلام ١٩٣/ ٢).
(٣) انظر: (الفراء ٣١٣/ ٢، القرطبى ٣١٩/ ١٣، البحر المحيط ١٣٥/ ٧).