قال أبو الفتح: يقال طلع: إذا بدا، وأطلع: أقبل. فهو على هذا: هل أنتم مقبللون فأقبل؟. فالفعل إذا الذى هو «أطلع» مسند إلى مصدره، أى: فأطلع الإطلاع، كقولك: قد قيم؛ أى: قيم القيام، وقد قعد، أى: قعد القعود.
قال أبو الفتح: قال أبو حاتم: لا يجوز إلا فتح النون من «مطّلعون»، مشددة الطاء كانت، أو مخففة. قال: وقد شكلها بعض الجهال بالحضرة مكسورة النون، قال: وهذا خطأ. لو كان كذلك لكان مطلعىّ، تقلب واو مطلعون ياء، يعنى لوقوع ياء المتكلم بعدها، والأمر على ما ذهب إليه أبو حاتم، إلا أن يكون على لغة ضعيفة، وهو أن يجرى اسم الفاعل مجرى الفعل المضارع؛ لقربه منه، فيجرى مطلعون مجرى يطلعون. وعليه قال بعضهم:
أريت إن جئت به أملودا … مرجّلا ويلبس البرودا
أقائلنّ أحضر الشّهودا (١) …
فوكد اسم الفاعل بالنون، وإنما بابها الفعل، كقول الله تعالى: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} (٢)، وقوله تعالى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ} (٣)، ونحو ذلك ومنه قول الآخر:
وما أدرى وظنّى كلّ ظنّ … أمسلمنى إلى قومى شراحى (٤)
يريد: أمسلمىّ، وهذا شاذ كما ترى، فلا وجه للقياس عليه.
***
{لَشَوْباً} (٦٧)
ومن ذلك قراءة شيبان النحوى: «لشوبا» (٥).
قال أبو الفتح: الشوب: الخلط، بفتح الشين. ولم يمرر بنا الضم، ولعله لغة فيه كالفقر والفقر، والضرّ والضّرّ، ونحو ذلك.
***
(١) سبق الاستشهاد به.
(٢) سورة التكاثر الآية (٦).
(٣) سورة الانشقاق (٩).
(٤) انظر: (البحر المحيط ٣٦١/ ٧).
(٥) انظر: (الكشاف ٣٤٢/ ٣، البحر المحيط ٣٦٣/ ٧).