فقال: الألف واللام هنا زيادة؛ ولذلك نظائر كثيرة، ولو قيل: إنها لحقت هنا لأنه مصدر، فشبّه بالصفة، كالعلاء والفضل لكان وجها.
***
ومن ذلك قراءة ابن مسعود ويحيى والأعمش والمنهال بن عمرو والحكم بن عتيبة: «وإنّ إدريس» (١)، «سلام على إدراسين» (٢).
قال أبو الفتح: روينا عن قطرب عن ابن مسعود: «وإنّ إدراس»، و «سلام على إدراسين»: قال: وجاء عنه: «إدرسين»، وكذلك عن قتادة. وقال: وفى بعض القراءة: «إدريسين».
قال أبو الفتح: أما ما رواه ابن مجاهد عن ابن مسعود من «إدريس»، و «إدراسين» فيجب أن يكون من تحريف العرب الكلم الأعجمى؛ لأنه ليس من لغتها، فتقلّ الحفل به، وقد ذكرنا مثله.
وقياسه سلام على إدريسين، كما حكاه قطرب، إلا أنه حكاه: «وإن إدريسين»، كما ترى.
وأما ما رواه قطرب من «إدراس» و «إدراسين» فجمع الصحة، كالياس والياسين.
ولو كان جمع تكسير لقال: سلام على الأداريس، كقولك فى قرطاس: قراطيس، لكنه جمع صحة للتذكير، كالزيدين والقاسمين.
فأما «إدرسين» فيشبه أن يكون أراد «إدراسين»، إلا أنه استطال الاسم، وجفت عليه أيضا عجمته؛ فحذف الألف تخفيفا. وإذا كانوا قد حذفوها للتخفيف من نفس كلامهم وسرّ لغتهم فى قولهم فى اصفارّ، واحمارّ، واسوادّ، وابياضّ: اصفرّ، واحمرّ، واسودّ، وابيضّ، فهم بحذف هذه الألف فيما ليس من لغتهم، ولا ينصرف إليه محاماتهم عنه أجدر بجواز ذلك فيه. نعم، وقد يمكن مع هذا أن تكون هذه الألف فى نحو احمارّ واسوادّ إنما حذفت لالتقاء الساكنين، كما زيد فى مدّها فى أكثر اللغة لالتقائهما، وكما همزت فى نحو قولهم:
(١) وقراءة قتادة. انظر: (الكشاف ٣٥٢/ ٣، الفراء،٣٩٢/ ٢، البحر المحيط ٣٧٢/ ٧،٣٧٤، القرطبى ١١٥/ ١٥، التبيان ٤٨٠/ ٨).
(٢) وقراءة قتادة. انظر: (الفراء ٣٩٢/ ٢، الكشاف ٣٥٢/ ٣، الطبرى ٦٢/ ٢٣، البحر المحيط ٣٧٣/ ٧،٣٧٤، العكبرى ١١١/ ٢٧).