فضل صلاةِ القائمِ على صلاةِ القاعدِ

مالك (١)، عن إسماعيل بن محمد بن سَعْدِ بن أبي وقَّاص، عن مولَّى لعَمْرِو بن العاصِ، أو لعبد الله بن عمرو بن العاص، عن عبد الله بن عمرو بن العاص؛ أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال (٢): "صَلاةُ أَحَدِكُم وهو قاعِدٌ، مِثْلُ نِصْفِ صَلاَتِهِ وهو قائمٌ".

الإسناد:

قال الإمام: هذا حديثٌ مُرْسَلٌ (٣) من مراسيلِ ابنِ شهاب. وهكذا رواهُ جماعةُ الرُّواةِ للموطَّأ (٤). ويتّصلُ من وجوهٍ صِحَاحٍ (٥)، وقد خرَّجَهُ الأيمَّةُ في مُصَنَّفَاتِهِم (٦).

التّرجمة (٧):

قال الإمام: هذا التّرجمة تداني (٨) التّرجمة السّابقة (٩) في المعنى، من أنَّ النَّظَر في التّفاضل لا يكون إلَّا بعد التَسَاوِي في الأجر (١٠).

الأصول (١١):

قولُه: "مِثْلُ نِصْفِ صَلاَتِهِ" يريد إلأجر (١٢)؛ لأنّ الصّلاة لا تتبعَّض (١٣)،

(١) في الموطَّأ (٣٦١) رواية يحيى.
(٢) حدث في النُّسَخ تركيب إسناد الحديث (٣٦٣) من الموطَّأ، على متن الحديث (٣٦١)، وقد أصلحنا هذا الخلط بإئبات الصّواب كما هو في الموطَّأ. والثابتُ في النُّسَخِ هو: "مالك، عن ابن شهاب، عن السائب بنيزيد عن المطَّلب بن وداعة الصواب: بن أبي وداعة السَّهمىّ، عن حفصة زوج النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - أنّها قالت: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -".
(٣) كلام المؤلِّف على حديث ابن شهاب في الموطَّأ (٣٦٣) رواية يحيى، وهو الّذي ساق إسناده كما أشرنا إليه في الهامش السابق.
(٤) انظر موطَّأ محمد بن الحسن (١٥٤)، وابن القاسم (٧)، والقعنبيّ (١٨٨)؛ وسويد (٢٠٩)؛ والزهري (٣٤٢)؛ وابن وهب عند الجوهري (١٢٦).
(٥) انظر التمهيد: ٦/ ٢٢٠.
(٦) مثل أحمد: ٦/ ٢٨٥؛ ومسلم (٧٣٣)؛ والدارمي (١٣٩٣)؛ والترمذي (٣٧٣) وغيرهم.
(٧) انظرها في القبس: ١/ ٣١٤.
(٨) في النُّسخ: "قال الإمام: يشير وفي جـ: ليس في الترجمة السابقة في" والمثبت من القبس.
(٩) أي قوله في الموطَّأ: ١/ ١٦٩ "صلاةُ الإمام وهو جالسٌ".
(١٠) ويمكن أنّ تقرأ: "الأجزاء".
(١١) كلامه في الأصول مقتبسٌ من المنتقى: ١/ ٢٤١.
(١٢) ويمكن أنّ تقرأ: "الإجزاء".
(١٣) فلا يصحّ نصفها دون سائرها.