تلك الصّلاة لم تكن صلاة الضُّحى، ولا كان المقصود بها الضُّحَى، إنّما كان المقصود بها شكر الله تعالى على ما وهب من الفتح وجَميلِ الصُّنْعِ والعافية والنَّصْرِ.

وقد صحَّ في صلاة الضُّحَى أحاديث صِحَاحٌ، وأقلُّها ركعتان (١).

تنبيه على تفسير بديع:

قال علماؤنا: إنّ صلاة الضُّحَى كانت صلاة الأنبياء عليهم السّلام قبل محمّد (٢)، قال الله تعالى مخبرًا عن داود -عليه السّلام-: {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} (٣).

العربيّة (٤):

قال الإمام: الضُّحَى- مقصور مضموم الضّاد-: هو طلوعُ الشّمسِ. والضُّحاء ممدود مفتوح الضّاد هو إشراقها وضياؤها.

قال الشاعر (٥):

أعْجَلَهَا أقْدُحِيُّ الضَّحَاءَ ضُحًى ... وهي تُنَاصِي (٦) ذَوَائِبَ السَّلَمِ

يصف إبلًا ضرب عليها بالمسير ضُحى، فقمرها ونَحرَها قبل أنّ تبلغ الضُّحى.

قاعدة في سرد الأحاديث الواردة في هذا الباب:

وهي ثمانية أحاديث، وهي آثار حسان مرغوب فيها (٧)، وفيها فضلٌ كثيرٌ.

الحديث الأوّل: حديث أم هانئ المتقدِّم.

(١) راجع- إنّ شئت-: "مصنّف في صلاة الضُّحَى" لابن ناجي (ت ٩٥٥٠) ط. دار البشائر الإِسلامية،
بيروت، ١٤١٩، وجزء في صلاة الضحى للسيوطي ط. مكتبة دار العروبة، الكويت.١٤٠٧ "
(٢) - صلّى الله عليه وسلم -.
(٣) سورة ص: ١٨.
(٤) انظرها في القبس: ١/ ٣٣٤، وراجع العارضة: ٢/ ٢٥٧، وأحكام القرآن: ٤/ ١٩٤٦.
(٥) هو النابغة الجعدي، والبيت في ديوانه: ١٥٧.
(٦) في النُّسَخِ: "بياض" وفي القبس: "تنابيك" والمثبت من الديوان.
(٧) م، جـ:"عنها".