Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
اختلفَ العلماءُ في المسجد الّذي أسس على التَّقْوَى، فذهب مجاهد وقتادة إلى أنّه مسجد قُبَاء. وذهبَ ابن عمر (٢) وابن المسيَّب (٣) إلى أنّه مسجد النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم -، وقاله مالكٌ من رواية أَشْهَب عنه (٤)، وهو المَرْوِيُّ عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أنّه سئل عن ذلك فقال: "هو مسجدي" (٥).
والّذين (٦) بنوا المسجد الّذي أُسِّسَّ على جرفٍ هارٍ هم بنو عمرو بن عوف؛ استأذنوا النَّبيَّ - صلّى الله عليه وسلم - في بُنْيَانِهِ، فأَذِنَ لهم، ففرغُوا منه يوم الجمعة، فصلّوا فيه السّبت ويوم الأحد، وأنّهار يوم الإثنين في نار جهنَّم.
وقال ابن جُرَيْج، وابنُ جُبَيْر (٧): هو مسجد الضِّرار.
قال الإمام: وكلامُ ابنُ جُرَيج لا أدري ما هو، والَّذي أنّهار في جهنَّم هو مسجد المنافقين، لا يختلف العلماء في ذلك، فلا حاجةَ إلى تفسير ابن جُرَيْج في هذا المعنى.
قُباء هي لفظةٌ ممدودةٌ، وتقصر أيضًا. وهو موضعُ سُكْنَى الأنصار ببني عمرو ابن عَوْف وقريتهم (٨).
وفيه دليل أنّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - كان يأتي ذلك على معنى الزِّيارة للأنصار، ويتفرّج
(١) الفقرة الأولى من هذه المسألة مقتبسة من المنتقى: ١/ ٢٩٧ - ٢٩٨، والباقي مقتبس من التمهيد: ١٣/ ٢٦٦ - ٢٦٧ بتصرُّف.
(٢) أخْرجَهُ ابن أبي شيبة (٧٥٢٣).
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة (٧٥٢٧).
(٤) في العتبية: ١/ ٤٠٦ في سماع أشهب من صلاة الاستسقاء.
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة (٧٥٢٨)، وأحمد: ٣/ ٨، والترمذي (٣٠٩٩) وقال: حَسَنٌ صحيحٌ، والنّسائي في الكبرى (٧٧٦)، واين حبّان (١٦٠٥).
(٦) الكلام التالي ساقه ابن عبد البرّ على أنّه من قول ابن جُرَيْج والأثر أخرجه الطّبريّ في تفسيره: ١١/ ٦٩٧ (ط. هجر).
(٧) يستحسن نقل قول ابن جبير كما في التمهيد حتّى يتضح الكلام الّذي يأتي لاحقًا، يقول ابن عبد البرّ رحمه الله: "عن سعيد بن جُبَيْر في قوله: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا} الآية، قال: هم حيٌّ من الأنصار يقال لهم: بنو غنم. قال: والذين بنوا المسجد الّذي أُسِّسَ عَلى التقوى بنو عمرو بن عوف" قلنا: انظر رواية ابن جبير في تفسير الطّبريّ: ١١/ ٦٧٧ (ط. هجر).
(٨) قال نحوه في الاستذكار: ٦/ ٢٧٩، إلاّ أنّ ابن عبد البرّ قال: "أو قربهم" بدل: "قريتهم".