Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقال شيوخ الزُّهْد: تَرَقَّى (١) النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - في هذا الدُّعاء من مقامٍ إلى مقامٍ، حتّى انتهى إلى المقامِ الأَشْرَفِ، قال أوَّلًا: "أعوذُ برِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ".
ثمّ قال: "وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ".
ثمَّ نظرَ فهذا به لم يستطع في تلك الحالة أنّ يُحْصِي في تلك الحالة متعلّقات الصِّفات، فقال: "وَبِكَ مِنْكَ" فَرَدَّ الأَمْرَ إلى الذَّاتِ، فَنَقَلَهُ اللهُ أيضًا من مقامات الكرامات (٢) من منزلةٍ إلى أخرى، فقال: {طه} (٣) يا رجل.
ثمّ قال: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} (٤) {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} (٥) يا من تزَمَّلَ بكسائه وتَدَثَّرَ به، قم إلى عبادةِ رَبِّكَ، على معنى المَلاَطَفَةِ في الخِطَاب، وكما قال النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - لعليّ بن أبي طالب: "قُمْ يَا أَبَا تُرَابٍ" (٦).
ثم نَقَلَهُ إلى مرتبةٍ أُخْرَى أشرف منها فقال: {يس} (٧) أي يا سيِّد (٨). ولم يَثْبُت هذا بالنَّقْلِ، ولو ثبت هذا بالنَّقلِ لكان حَسَنًا.
وقال تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} (٩) فأقسم بحياته، ثم زادَهُ تشريفًا فأَقْسَمَ بغُبَارِ خَيْلِهِ، فقال: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} (١٠).
ومقاماته في الشَّرَفِ كثيرة (١١)، وهذا أنموذج منها، وقد حقَّقَنَا ذَلك وبيَّنَّاهُ في "الكتاب الكبير"، فَلْتُنْظَر هنالك.
مالكٌ (١٢)، عن زياد بن أبي زِيَاد، عن طَلْحَةَ بن عُبَيْدِ الله بن كُريزٍ؛ أنَّ رسولَ
(١) جـ: "خرج".
(٢) جـ: "الكرامة".
(٣) سورة طه: ١.
(٤) المزمل: ١.
(٥) المدثر: ١.
(٦) أخرجه البخاريّ (٦٢٠٤)، ومسلم (٢٤٠٩) من حديث سهل بن سعد.
(٧) سورة يس: ١.
(٨) حكاه أبو عبد الرّحمن السلمي عن جعفر الصادق، نصّ على ذلك القرطبي في تفسيره: ١٥/ ٥.
(٩) الحجر: ٧٢.
(١٠) العاديات: ١.
(١١) غ، جـ: "ومقامه في الشرف كثير" والمثبت من القبس.
(١٢) في الموطّأ (٥٧٢) رواية يحيى.