بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيعَتَينِ في بَيعَةٍ

قال الإمام (١): أدخلَ مالك (٢) بلاغًا، وهو ثابتٌ عن النَّبِىِّ -عليه السّلام- صحيحٌ (٣)، رواهُ النَّسائيّ (٤) والشّافعيّ (٥)، وقال التّرمذيّ (٦): "هو حديثٌ حسنٌ صحيحٌ".

الفقه في مسائل:

الأولى (٧):

اختلفَ العلّماءُ في تفسير هذا الحديث:

فأمّا المالكيّة فقالوا: هو أنّ يبيعَ الرَّجلُ من الرّجُلِ سلعتَين بثَمنين مختَلِفَين، على أنّه قد لَزِمَتْهُ إحدَى الصَّفقتين، فَيُنظَرُ أيّهما يُلزَمُ (٨).

وقال الشّافعيّ (٩): تفسيرُها أنّ يقولَ الرَّجلُ: أبيعُك داري على أنّ تبيعَني أنت غلامَكَ (١٠).

وكلَا التّفسيرين صحيحٌ، والمسألتان جميعًا لا تجوز وإنِ اختلف التّعليل، وهي تستمدُّ تارةً من قاعدة الرِّبَا، وتارةً من قاعدة الغَرَرِ، ورُبّما اجتمعا.

(١) انظر هذا المدخل في القبس: ٢/ ٨٤٢.
(٢) في الموطَّأ (١٩٣٥) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (٢٦٤٠).
(٣) وهو الّذي نصّ ابن عبد البرّ القرطبي في الاستذكار: ٢٠/ ١٧١ حيث قال: "هذا حديث مسندٌ متّصلٌ عن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - من حديث ابن عمر وحديث ابن مسعود وحديث أبي هريرة، كلّها صحاح من نقل العدول، وقد تلقّاها أهل العلم بالقَبُولِ" وانظر التمهيد: ٢٤/ ٣٨٨
(٤) في الكبرى (٦٢٢٨) من حديث أبي هريرة.
(٥) رواه من طريقه البيهقي في معرفة السنن والآثار: ٤/ ٣٨١ - ٣٨٢ (٣٥١٨ ,٣٥١٩)، وعزاه إلى الشّافعيّ ابن حجر في تلخيص الحبير: ٣/ ١٢.
(٦) في جامعه (١٢٣١) من حديث أبي هريرة.
(٧) انظرها في القبس: ٢/ ٨٤٢.
(٨) انظر التفريع لابن الجلّاب: ٢/ ١٦٦.
(٩) انظر الحاوي الكبير: ٥/ ٣٤١.
(١٠) نقل المؤلِّف قول الشّافعيّ هذا من الجامع الكبير للترمذي: ٢/ ٥١٤.