Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وفي المدينة أعظمُ من المعصية في غيرهما، وكما تُضاعَفُ الحَسَنَات في البقاع الشّريفة والأزمنة الشّريفة، كذلك تُضَاعَفُ السّيئاتُ. قال الله العظيم: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} بظلم} الآية، إلى قوله {عَذَابٍ أَلِيمٍ} (١). وقال تعالى: {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} (٢) وإن أراد السائلُ: أيُّ الأعمال فيهما أفضلُ ثوابًا؟ قلنا له: ما لم يُعَيِّنْ للعمل بُقْعَةٌ من مكّةَ أو المدينةِ فالفضلُ في ذلك سواءٌ، إِلَّا السُّكنَى كما بيَّنَّا، فالسُّكنَى في المدينة أفضلُ اقتداءً بالنَّبىِّ، فصُحبةُ المدينةِ أحبُّ إلينا من مَكَّةَ، اقتداءً بالنَّبيّ -عليه السّلام- حين قالت له عائشةُ رضي الله عنها: إنِّي دخلتُ على عامرٍ بنِ فُهَيْرَةَ، فوجدْتُه قد وُعِكَ، وهو يقول:
قد رَأَيْتُ المَوتَ قَبلَ ذَوقِهِ
إِنَّ الجَبَانَ حَتفُهُ من فَوفِهِ
ودَخَلتُ على أبي بكرٍ وقد وُعِكَ، وهو يقول:
كلُّ امرىءٍ مُصَبّحٌ في أَهلِهِ
وَالمَوتُ أَدنَى مِنْ شِرَاكِ نَعلِهِ
ودخلتُ على بلالٍ وقد وُعِكَ، وهو يقول:
أَلَا لَيتَ شِعرِي هَل أَبِيتَنَّ لَيلَةً ... بِوَادٍ وَحَولِي إِذخِرٌ وَجَلِيلُ؟
وَهَل أَرِدَن يَومًا مِيَاهَ مَجِنَّةِ ... وَهَل يَبدُوَن شَامَةٌ وَطَفِيلُ؟
فأخبرت بذلك النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - فقال: "اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَينَا المَدِينَةَ كَحُبِنَّا مَكَّةَ أَو أَكثر وَانقُل حُمَّاهَا فَاجعَلهَا بِالحُجفَةِ" (٣).
فظنَّ قوم (٤) بهذه الآثار أنّ المدينة أفضل من مكّة بدعاء رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - للمدينة
(١) الحجِّ: ٢٥.
(٢) التوبة: ٣٦.
(٣) سيأتي تخريجه لاحقًا.
(٤) منهم القنازعي في تفسير الموطَّأ: الورتة ٢٨٣. والفقرة الأولى من هذا الكلام التالي مقتبسة من الاستذكار: ٢٦/ ١١.