Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
كلّ فقد أَمهَلَهُ أملْ يُلـ ... ـهِيْ وَلكنَّ خَلفَه الأَجَلَا
فيَا بُؤسَ الغافلِ المُضَيِّعِ عَنْ ... أيِّ عظيمٍ من أمرِه غَفَلا
قال الإمامُ: وإنَّما نُهِيَ عن الخروج لئلّا يقول: لولا خروجي ما سلِمتُ فيشرك، ولولا أنِّي فعلت كذا وكذا ما نجيت، فهذا هو النّهيُ، وأيضًا فيكون ذلك فرارًا من قَدَرِ الله.
وقال قوم: إنّما نُهِيَ عن الخروج لئلًا يضيع المرصى فيكون ذلك عَونًا عليهم، أَلا ترى أنّ فرضَ الجمعةِ يسقطُ بحقِّ المريض.
ووجه ثانٍ: إذا قدم على الوباء ثمّ اختلف الهواء، أو كان سببًا للموت بتَحرُّك الأمراض والأسقام بالهواء، وقد وقع الطّاعون بالشّام فقال (١): إنّه رجس فتفرّقوا عنه، فقال شرحبيل: سمعتُ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقولُ: "إِنَّها رَحمَةُ رَبِّكُم، وَدَعوَةُ نَبِيِّكُم، وَمَوتُ الصَّالِحينَ قَبلكُم، فَلَا تَفَرَّقُوا" (٢).
وقد ظنّ قوم (٣) أنّ قوله: "وَدَعوَةُ نَبِيِّكُم" قوله - صلّى الله عليه وسلم -: "اللَّهُمَّ اجعَل فَنَاءَ أُمَّتِي بِالطَّعنِ وَالطَّاعُونِ" (٤) وربُّنا أعلمُ بهذا.
ذكر مالك حديث عُمر في خروجه إلى الشّام، واستوفَى مساقَهُ بخلاف غيره، وإنّما فعل ذلك لكثرة فوائده، وقد استوفينا ما فيه في "الكتاب الكبير" ففي هذا الحديث:
(١) القائل هو عمرو بن العاص.
(٢) أخرجه أحمد: ٤/ ١٩٦، وابن حبّان (٢٩٥١)، والطّحاوي في شرح معاني الآثار: ٤/ ٣٠٦ والطّبراني في الكبير (٧٢١٠) كلهم من طريق شعبة، عن يزيد بن خمير قال: سمعت شرحبيل بن شفعة يحدث عن عمرو بن الحاص. قال ابن حجر في بذل الماعون: ٢٥٧ "رجاله ثقات".
(٣) المراد هو الإمام ابن عبد البرّ في الاستذكار: ٢٦/ ٧٠.
(٤) أخرجه أحمد: ٣/ ٤٣٧، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢٥٠٣)، والطبراني في المعجم الكبير: ٢٢/ ٣١٤ (٧٩٢، ٧٩٣) قال الهيثمي في مجمع الزوائد: ٢/ ٣١٢ رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات كما أخرجه الحاكم: ٢/ ١٠٢ وقال: "هذا حديث صحيح ولم يخرجاه" كلهم عن أبي بردة أخي أبي موسى الاشسعري.
(٥) انظر هذه الفوائد في القبس: ٣/ ١٠٨٩ - ١٥٩١.