بالماءِ" (١).
الحديث الثّاني: ابن الزُبَير، عن أبيه, أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ الحُمَّى مِنْ فَيْحِ (٢) جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالمَاءِ" (٣).
الحديث الثّالث: عن ابن عبّاس، عن النّبيِّ -عليه السّلام- أنّه قال: "الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوهَا بِمَاءِ زَمْزَمَ" (٤).
الحديث الرّابع: عن ابن عمر أنّ النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - قال: "الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَطْفِئُوهَا بِالمَاءِ" (٥).
المعاني (٦) في هذا الباب:
اختَلَفَ علماؤنا في تفسير هذا الحديث (٧)، وقد فسَّرَتَهُ فاطمة بنت المنذر في روايتها له عن أسماء، بأنّها كانت تصُبُّ الماء بين المحمومة وبين جَيْبِها، كانت تَصُبُّهُ بين طوق قميصها وعنقها، حتّى يصل إلى جَسَدِها (٨).
وذكر ابنُ وَهْبٍ في صفة الغُسْلِ حديثًا في "جامعه" (٩) مَرْفُوعًا عن النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - , أنّه قال لرجل اشتكى إليه الحُمَّى: "اغْتَسِلْ ثلاثةَ أيّامٍ قبلَ طُلوع الشّمسِ كلَّ يومٍ، وقُل:
(١) أخرجه مالك في الموطَّأ (٢٧٢١) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٩٨٦)، وسويد (٧٣٤) ولفظه: "عن فاطمة بنت المنذر؛ أنّ أسماءَ بنتَ أبي بكر كانت إذا أُتِيَتْ بالمرأة وقد حُمَّتْ تدعو لها، أَخَذَت الماءَ فصبَّتْهُ بينها وبين جَيْبها، وقالت: إنَّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - كان يأمرُنا أنّ نُبْرِدَها بالماء".
(٢) يقول ابن حبيب في شرح غريب الموطَّأ: الورقة ١٥٦ "الفيح نفحةُ الحرارَة من الشّمس ومن النّار".
(٣) أخرجه مالك في الموطَّأ (٢٧٢٢) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٩٨٧)، وسويد (٧٣٤) وقد أغرب المؤلِّف في سند الحديث عندما قال: "ابن الزبير عن أبيه". والصواب: ابن عروة عن أبيه".
(٤) أخرجه البخاريّ (٣٢٦١).
(٥) أخرجه البخاريّ (٥٧٢٣)، ومسلم (٢٢٠٩).
(٦) هذه المعاني مقتبسة من الاستذكار: ٢٧/ ٤٨.
(٧) أي حديث هشام بن عُرْوة عن أبيه في الموطَّأ (٢٧٢٢) رواية يحيى.
(٨) في الموطَّأ (٢٧٢١) رواية يحيى.
(٩) ذكره ابن عبد البرّ في التمهيد: ٢٢/ ٢٢٨.