واختلف النَّاسُ فيما بينهُما (١)؟

فقال ابنُ وضاح: بينهما اثنانِ وعشرونَ ميلًا ونحوها.

وقال غيرُه: ثمانية عشر مِيلًا (٢).

ورُويَ عن مالك أنّه قال: بين المدينة ومَلل نحو من أحد وعشرين مِيلًا، وهذا يدلُّ على أنّه صلّاها في أوَّلِ الوقتِ.

باب من أدرك ركعة من الصّلاة

مالك (٣)، عنِ ابن شهاب، عن أبي سَلَمَةَ، عن أبي هريرةَ؛ أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " مَن أدركَ ركعةً من الصّلاةِ فقد أدركَ الصَّلاةَ".

الإسناد

قال الشّيخ أبو عمر بن عبد البرّ -رضي الله عنه (٤) -: "هكذا رَوَى هذا الحديث جماعة رُوَاةِ المُوَطأ" (٥).

وقد ذكر في حديثِ ابنِ شهابٍ لفظة شاذّة (٦) لم يروها عنه غير عبد الوهاب (٧)،

(١) هذان القولان اقتبسهما المؤلِّف من الاستذكار: ١/ ٧٥ (ط. القاهرة).
(٢) قاله ابنُ حبيب في تفسير غريب الموطأ: الورقة ٣.
(٣) في الموطأ (١٥) رواية يحيى.
(٤) في الاستذكار: ١/ ٧٧ (ط. القاهرة).
(٥) رواه عن مالك: محمَّد بن الحسن (١٣١) , وابن القاسم (٢٣)، والقعنبىّ (١٤)، وسويد (١٥)، والزهري (١٦)، وابن وهب عند الجوهري (١٤٣)، والتّنيسي عند البخاري (٥٨٠)، ويحيى بن قزعة عند البخاري في جزء القراءة خلف الإمام (١٣٥)، ويحيى بنيحيى النيسابوري وعبد الله بن المبارك عند مسلم (٦٠٧)، وقتيبة بن سعيد عند النسائي: ١/ ٢٧٤، وحماد بن زيد عند أبي بكر بن المقرئ في المنتخب من غرائب أحاديث مالك (٦)، وعبيد الله بن عبد المجيد الخفي عند ابن عبد البرّ في التمهيد:٧/ ٦٤، وكامل بن طلحة الجحدري عند عمر بن الحاجب في عوالي مالك (٧١).
(٦) ذكر ابن عبد البرّ في التمهيد: ٧/ ٦٣، والاستذكار: ١/ ٧٧ (ط. القاهرة) أنّ هذه اللفظة الشاذّة رواها نافع بنيزيد بن الهاد الليثي، عن عبد الوهاب، عن ابن شهاب. قلنا: وبهذا الإسناد رواه تمام الرازي في فوائده (٥٦٢).
(٧) وعبد الوهّاب وابن أبي بكر المدني، وكيل الزهريّ، قال عنه أبو حاتم: هو ثقةٌ ما به بأسّ، هو من قدماء أصحاب الزّهريّ، صحيحُ الحديثِ" انظر الجرح والتعديل: ٥/ ٧١، والثقات لابن حبّان: ٧/ ١٣٧، وتهذيب الكمال: ٥/ ١٥