ذلك من الضّرورات، ولم يُحفَظ أنّه أرسل ثلاثة.

وقد قيل: إنّه أرسل يوم الحُدَيْبِيّة عُتْبَة الخزاعي على مسيرة أيّام (١)، واللَّهُ أعلم.

وأمّا المرأة في سفرها فقد قال (٢): "لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تؤمنُ باللَّهِ واليوم الآخرِ تُسافِرُ مسيرةَ يوم وليلةٍ إِلَّا مع ذِي مَحْرَم منها" وقد بينّا ذلك على الاستيفاء في كتاب الحجِّ (٣).

الأمرُ بالرِّفْقِ بالمملوك

أدخل مالك فيه حديث أبي هريرة (٤)؛ قال: قاا رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم -: "للمَمْلُوكِ طعامُهُ وكِسْوَتُهُ بالمعروفِ، ولا يُكَلَّفُ منَ العملِ ما لا يُطِيقُ".

الإسناد:

الحديث صحيح، وفي هذا الباب أحاديث كثيرة صحاح، خرّجها الأيمّة (٥) من

طرق (٦)، من حديث أبي ذّرٍّ وأبي مسعود.

أمّا حديث أبي ذرّ، قوله: "إخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ" (٧).

(١) أخرجه النسائي في الكبرى (٨٨٤٠) من حديث المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم.
(٢) في الموطّأ (٢٨٠٣) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مُصْعَب (٢٠٦١)، وسُوَيْد (٧٥٨)، وابن القاسم (٤١٥)، والقعنبي عند الجوهري (٣٧٤)، والشّافعيّ في مسنده: ١/ ٢٨٥، وابن مهدي عند أحمد: ٢/ ٢٣٦، ويحيى بن بحيى عند مسلم (١٣٣٩)، والنفيلي، وبشْر ابن عمر عند أبي داود (١٧٢١) وابن وهب عند ابن خزيمة (٢٥٢٤)، وانظر العلّل للدارقطني: ١٠/ ٣٣٥، والتمهيد:٢١/ ٥٠ - ٥٥.
(٣) من المسالك.
(٤) في الموطّأ (٢٨٠٦) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مُصْعَب (٢٠٦٤)، وسُوَيْد (٧٧٩).
(٥) كالإمام الشّافعيّ في مسنده: ٢/ ٣٠٥، ومسلم (١٦٦٢)، والبيهقي في الشعب (٨٥٦٣) من حديث أبي هريرة.
(٦) انظر هذه الطّرق في التمهيد: ٢٤/ ٢٨٣ - ٢٨٦.
(٧) أخرجه التّرمذيّ (١٩٤٥) وقال: حسن صحيح، بلفظ: "إخوانكم جعلهم الله ... " وأصل الحديث متفق عليه أخرجه البخاريّ (٣٠)، ومسلم (١٦٦١).