ومن مجاز ما جاء على ثلاثة ألفاظ فأعملت فيه «١» أداتان فى موضعين وتركتا منه فى موضع، قال: «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» (١/ ٥) ، وإلى الصراط وللصراط.
ومن مجاز ما جاء فيه على لفظين فأعملت فيه أداة فى موضع، وتركت منه فى موضع، قال: «وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ» (١٦/ ٩٨) وقال: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ» (٩٦/ ١) .
ومن مجاز ما فيه لغتان فجاء بإحداهما قال: «وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ» (١٦/ ٦٦) ، فالأنعام يذكر ويؤنث، وقال: «كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ» (٢٦/ ١٠٥) يقال: هذه قومك، وجاء قومك.
ومن مجاز ما أظهر من لفظ المؤنث ثم جعل بدلا من المذكر فوصف بصفة المذكر بغير الهاء كذلك، قال: «السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ» (٧٣/ ١٨) جعلت السماء بدلا من السقف بمنزلة تذكير سماء البيت.
ومن مجاز ما جاء من الكنايات فى مواضع الأسماء بدلا منهن قال: «إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ» (٢٠/ ٦٩) . فمعنى «ما» معنى الاسم، مجازه إنّ صنيعهم كيد ساحر.
ومن مجاز الاثنين المشتركين وهما من شتّى أو من غير شتّى، ثم خبّر عن شىء لا يكون إلا فى أحدهما دون الآخر فجعل فيهما أو لهما لمّا أشرك بينهما فى الكلام، قال: «مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ» (٥٥/ ١٩) ، «يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ» (٥٥/ ٢٢) ، وإنما يخرج اللؤلؤ من البحر دون الفرات العذب. «٢»
(١) . (١- ٢) «فأعملت فيه ... إلخ» . يريد أن «هدى» تعدى بالأداتين «إلى» و «اللام» فى «الآيتين» : «وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» ، وإِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ» ، وترك الأداتان فى الآية التي ذكرها.
(٢) «وإنما ... العذب» : قال الطبري (٢٧/ ٦٩) : وقد زعم بعض أهل العربية (يريد أبا عبيدة) أن اللؤلؤ والمرجان يخرجان من أحد البحرين، ولكن قيل يخرج منهما.