«فَصْلٌ في أَصْلِ فَرضِ الجهَادِ».
قال الشافعي - رحمه الله -: «ولَمَّا مَضَت لِرسُول الله - صلى الله عليه وسلم - مُدَّةٌ مِن هِجرتِه، أَنعَم الله فيها على جَماعَات باتباعه، حَدثَت لهم بها، -مع عَونِ اللهِ - عز وجل - قُوَّةٌ بالعَدَد لم تَكُن قبلها، فَفَرض الله - عز وجل - عليهم، الجِهَاد، بعد إذ كان إِبَاحَةً، لا فرضًا، فقال تبارك وتعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} البقرة: ٢١٦ الآية،
وقال جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} التوبة: ١١١ الآية،
وقال تبارك وتعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٤٤)} البقرة، وقال: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} الحج: ٧٨،
وقال تعالى: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ} محمد: ٤،
وقال تعالى: {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ} إلى: {وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ} التوبة: ٣٨ - ٣٩ الآية،
وقال تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} التوبة: ٤١ الآية.
ثم ذَكَر قومًا تَخَلَّفُوا عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِمَّن كان يُظْهِر الإسلام- فقال: {لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ} التوبة: ٤٢ الآية.