وقال الحطيئة «١» :
فلما خشيت الهون والعير ممسك ... على رغمه ما أمسك الحبل حافره
وكان الوجه أن يقول: (ما أمسك حافره الحبل) فقلب، لأنّ ما أمسكته فقد أمسكك، والحافر ممسك للحبل لا يفارقه ما دام به مربوطا، والحبل ممسك للحافر.
وقال الأخطل «٢» :
على العيارات هدّاجون قد بلغت ... نجران أو بلغت سوآتهم هجر
وكان الوجه أن يقول: (سوآتهم- بالرفع- نجران وهجر) فقلب، لأن ما بلغته فقد بلغك.
قال الله تعالى: وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ آل عمران: ٤٠ أي بلغته.
وقال آخر «٣» :
قد سالم الحيات منه القدما ... الأفعوان والشجاع الشّجعما
(فنصب) الأفعوان والشجاع، وكان الوجه أن يرفعهما، لأن ما حالفته فقد حالفك، فهما فاعلان ومفعولان.
وقال الشمّاخ يذكر أباه «٤» :
منه ولدت ولم يؤشب به حسبي ... لمّا، كما عصب العلباء بالعود
وكان الوجه أن يقول: (كما عصب العود بالعلباء) فقلب، لأنك قد تقول:
عصبت العباء على العود، كما تقول: عصبت العود بالعلباء.
(١) البيت من الطويل، وهو في ديوان الحطيئة ص ١٠، وتفسير الطبري ١٤/ ٨٤.
(٢) البيت من الطويل، وهو في ديوان الأخطل ص ١١٠، وما اتفق لفظه واختلف معناه للمبرد ص ٣٨، ولسان العرب (حفر) ، وأمالي ابن الشجري ١/ ٣٣٠، والوساطة ص ٤٨٢، وشرح شواهد المغني ص ٣٢٨، والبيت بلا نسبة في أمالي المرتضى ٢/ ١١٦.
(٣) الرجز لمساور بن هند العبسي في لسان العرب (ضمز) ، (ضرزم) ، ولمساور بن هند العبسي أو لأبي حيان الفقعسي في التنبيه والإيضاح ٢/ ٢٤٤، وللدبيري أو لعبيد بن علس في تاج العروس (خرزم) ، وبلا نسبة في تهذيب اللغة ١/ ٣٣١، ٣/ ٣١١، وجمهرة اللغة ص ١١٣٩، والمخصص ١٦/ ١٠٦، وتاج العروس (شجعم) .
(٤) البيت من البسيط وهو في ديوان الشماخ بن ضرار ص ١٢٠، والأزهية ص ١٩٨، والمعاني الكبير ١/ ٥٥٣، والوساطة ص ٤٨٢، والبيت بلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٣٦٧، والمنصف ٣/ ٨١.