١٩- {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ} قومٌ يَسيرون.
{فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ} أي: وَارِدَ الماءِ ليستقيَ لهم.
{فَأَدْلَى دَلْوَهُ} أي: أرسلَهَا. يقال: أَدْلَى دَلْوَه؛ إذا أرسلَها للاستقاء. وَدَلَى يَدْلُو: إذا جذبها ليخرجَها (١) .
{قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ} وذلك: أن يوسفَ تعلّق بالحبل حين أدْلاهُ، أي: أرسلَه. (وَأَسَرُّوهُ) أي: أسرُّوا في أنفسهم أنه بضاعةٌ وتجارةٌ.
٢٠- {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} يكون: اشْتَرَوْه؛ يعني: السيارة. ويكون: باعوهُ، يعني: الإخوة. وهذا حرف من الأضداد (٢) . يقال: شريت الشيء؛ يعني: بعته واشتريته. وقد ذكرت هذا وما أشبهه في كتاب "تأويل المشكل" (٣) .
و (الْبَخْسُ) الخسيس الذي بُخس به البائعُ.
{دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} يسيرةٍ سهُل عددُها لقلّتِها؛ ولو كانت كثيرة: لَثَقُل عددُها.
٢١- {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} أي: أكرمي منزله ومُقامه عندكِ. من قولك: ثويتُ بالمكان؛ إذا أقمت به.
{أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} أي: نَتَبَنَّاه.
(١) في تفسير الطبري ١٢/٩٩ "وفي الكلام محذوف استغنى بدلالة ما ذكر عليه فترك، وذلك: فأدلى دلوه فتعلق به يوسف فخرج فقال المدلي: يا بشرى هذا غلام".
(٢) راجع الأضداد لابن الأنباري ٥٩-٦١.
(٣) راجع صفحة ١٤٥.