٥٦- {وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ} (١) هذا ما كانوا يجعلونه لآلهتهم من الحظ في زروعهم وأنعامهم. وقد ذكرناه في سورة الأنعام (٢) .
٥٧- {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ} (٣) . أي تنزيها له عن ذلك.
{وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ} يعني البنين.
٥٨- {وَهُوَ كَظِيمٌ} أي حزين قد كَظَم فلا يشكو ما به.
٥٩- {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ} أي على هَوَان.
{أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ} أي يَئِدُه.
٦٠- {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} شهادةُ أن لا إله إلا هو.
٦٢- {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ} من البنات.
{وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى} أي الجنة. ويقال: البنين.
{وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} أي معجلون إلى النار (٤) . يقال: فَرَطَ مني ما لم أحسبه.
(١) قال القرطبي في تفسيره ١٠/١١٥ "ذكر نوعا آخر من جهالتهم، وأنهم يجعلون لما لا يعلمون أنه يضر وينفع - وهي الأصنام - شيئا من أموالهم يتقربون به إليه. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما".
(٢) راجع ص ١٦٠.
(٣) في تفسير القرطبي ١٠/١١٦ "نزلت في خزاعة وكنانة؛ فإنهم زعموا أن الملائكة بنات الله، فكانوا يقولون: ألحقوا البنات بالبنات ".
(٤) وقيل: مخلفون متركون في النار منسيون فيها. وهو القول الذي اختاره الطبري ١٤/٨٧ "وذلك أن الإفراط الذي هو بمعنى التقديم إنما يقال فيمن قدم مقدما لإصلاح ما يقدم إليه إلى وقت ورود من قدمه عليه، وليس بمقدم من قدم إلى النار من أهلها لإصلاح شيء فيها لوارد يرد عليها فيها فيوافقه مصلحا؛ وإنما تقدم من قدم إليها لعذاب يجعل له. فإذا كان ذلك معنى الإفراط الذي هو تأويل التعجيل، ففسد أن يكون له وجه صحيح - صح المعنى الآخر، وهو الإفراط الذي بمعنى التخليف والترك. وذلك أنه يحكي عن العرب: ما أفرطت ورائى أحدا، أي ما خلفته، وما فرطته، أي لم أخلفه ".