{وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} كل شيء عُرِشَ من كَرْم أو نبات أو سقف: فهو عَرْش ومَعْرُوش.
{ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} أي: من الثمرات. وكلّ هاهنا ليس على العموم. ومثل هذا قوله تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} (١) .
٦٩- {فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا} أي: منقادة بالتَّسْخِير. وذُلُل: جمع ذَلُول.
٧٠- {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} وهو الهَرَم؛ لأن الهرم أسوأ العمر وشرّه.
{لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا} أي: حتى لا يعلم بعد علمه بالأمور شيئا لشدة هرمه.
٧١- {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ} يعني: فضّل السادة على المماليك.
{فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا} يعني: السادة.
{بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ} أي: لا يجعلون أموالهم لعبيدهم حتى يكونوا والعبيد فيها سواء (٢) . وهذا مَثَل ضربه الله لمن جعل له شركاء من خلقه.
٧٢- {بَنِينَ وَحَفَدَةً} الحفدة: الخدم والأعوان. ويقال: هم بنون وخدم.
ويقال: الحفدة الأصهار. وأصل الحَفْد: مُدَارَكَةُ الخطو والإسراع في المشي. وإنما يفعل هذا الخدم. فقيل لهم: حفدة، واحدهم حافد، مثل كافر وكفرة. ومنه
(١) سورة الأحقاف ٢٥.
(٢) في تفسير الطبري ١٤/٩٥ "يقول تعالى ذكره: فهم لا يرضون بأن يكونوا هم ومماليكهم فيما رزقتهم سواء، وقد جعلوا عبيدي شركائي في ملكي وسلطاني. وهذا مثل ضربه الله تعالى ذكره للمشركين بالله. وقيل: إنما عنى بذلك: الذين قالوا: إن المسيح ابن الله، من النصارى".