ويقال: مُقَرَّطون (١) ويُنْشَد فيه شعر:
ومُخَلَّداتٌ باللُّجَيْنِ كأنَّمَا ... أعْجَازُهُنَّ أَقاوِزُ الكُثْبانِ (٢)
١٨- {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ} لا عرًى لها ولا خراطِمَ.
١٨و١٩- {وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا} كان بعضهم (٣) يذهب في قوله: {لا يُصَدَّعُونَ} ؛ إلى أن معناه أي لا يتفرقُون عنها. من قولك: صَدَّعتُه فانْصَدَع.
ولا أراه إلا من "الصُّداع" (٤) الذي يعتري شرابَ الخمر في الدنيا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم -في وصف الجنة-: " وأنهار من كأسٍ ما إنْ بها صُدَاعٌ ولا ندامةٌ ".
{وَلا يُنْزِفُونَ} قد ذكرناه (٥) .
٢٨- {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ} أي لا شَوْكَ فيه: كأنه خُضِدَ شَوْكُهُ أي قُطع.
ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة: "لا يُخْضَدُ شوكُها ولا يُعْضَدُ شجرُها" (٦) .
(١) روي عن ابن جبير في القرطبي، وعن الفراء أيضا في البحر.
(٢) البيت: في اللسان ٤/١٤٤ و ٧/٢٦٦، والقرطبي ١٧/٢٠٢. و "الأقاويز" جمع "قوز" بالفتح، وهو: الكثيب الصغير من الرمل، كما قال أبو عبيدة.
(٣) كمجاهد. إلا أنه كان يقرأ (يصدعون) : بتشديد الصاد وفتح الياء؛ كما في البحر ٨/٢٠٥. لا بضمها كما ضبط خطأ في القرطبي ١٧/٢٠٣ كقوله تعالى في سورة الروم: ٤٣ -: (يومئذ يصدعون) . وانظر اللسان ١٠/٦١-٦٤، والبحر ٨/٢٠١.
(٤) كما هو رأي الأكثرين: كسعيد وقتادة والضحاك، ومجاهد أيضا على ما في تفسير الطبري ٢٧/١٠١. واختاره الطبري واقتصر عليه.
(٥) تأويل المشكل ٥، وما تقدم ص ٣٧٠-٣٧١. وانظر الطبري.
(٦) النهاية ٣/١٠٤، واللسان ٤/١٤٢ و ٢٨٦. والحديث مشهور متداول في كتب السنة والفقه. فراجع بعض رواياته: في الفتح الكبير ٣/٢٥٤. وانظر الطبري ٢٧/١٠٣، والقرطبي ١٧/٢٠٧، والبحر ٨/٢٠٦.