سورة الكوثر (١)
١- {الْكَوْثَرَ} الخير الكثير. قال ذلك ابن عباس.
وقال ابن عُيينةَ: (٢) "قال عبد الكريم أبو أُميَّةَ: قالت عجوز: قَدِم فلانٌ بكوثرٍ كثيرٍ". ٥٤١ وأحسَِبُهُ "فَوْعلا" من الكثْرة. وكذلك يقال للغبار- إذا ارتفع وكثُر-: كَوْثرٌ؛ قال الهُذَلِيُّ يذكر الحمار:
يُحامي الْحَقيقَ إذا ما احْتَدَمْـ ... ـنَ حَمْحَمَ (٣) في كَوْثَرٍ كالجِلالِ
أي في غُبارٍ كثيرٍ كأنه جِلالُ السفينةِ أو الدوابِّ .
ويقال: "الكوثر": نهرٌ في الجنة (٤) .
٢- {فَصَلِّ لِرَبِّكَ} يومَ النحر.
{وَانْحَرْ} اذبحْ.
ويقال: "انحر": ارفعْ يديك بالتكبير إلى نحْرِك (٥) .
٣- {إِنَّ شَانِئَكَ} أي إن مُبغضَكَ.
{هُوَ الأَبْتَرُ} أي لا عَقِب له.
وكانت قريش قالت: "إن محمدًا لا ذَكَرَ له؛ فإذا مات: ذهب ذِكْرُه"؛ فأنزل الله هذا، وأنزل: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} (٦) .
(١) مكية عند الجمهور وابن عباس، ومدنية عند الحسن وغيره. انظر القرطبي ٢٠/٢١٦، والبحر ٨/٥١٩.
(٢) كذا بالأصل. ويصححه عبارة القرطبي: "سفيان". وفي اللسان ٦/٤٤٨: "أبو عبيدة". وهو صحيح أيضا. وذكر ذلك في الفخر ٨/٥٢١. وقول ابن عباس في البحر، والطبري ٣٠/٢٠٨، والدر ٦/٤٠٢، والكشاف ٢/٥٦٣.
(٣) كذا بالأصل وديوان أمية الهذلي ١٨١. وفي اللسان ٦/ ٤٤٧: "وحمحمن". وانظر الفخر.
(٤) هذا مروي عن ابن جبير وابن عباس أيضا؛ ولا يعارض رأيه الأول. وهو اختيار الطبري ٣٠/ ٢٠٩.
(٥) روي هذا عن علي وابن عباس وأبي جعفر، والأول عن الحسن. على ما في الطبري ٣٠/ ٢١١، والقرطبي ٢٠/ ٢١٩، والدر ٦/ ٤٠٣.
(٦) سورة الشرح: ٤، وانظر اللسان ٢/٩٦ و ٦/١٠٠، والقرطبي ٢٠/ ٢٢٢، والطبري ٣٠/ ٢١٣، وأسباب الواحدي ٣٤٣.