٤- ومن صفاته: "سُبُّوحٌ".
وهو حرف مبني على "فُعُّول"؛ من "سبَّح اللهَ": إذا نزهه وبرَّأه من كل عيب.
ومنه قيل: سبحان اللهِ؛ أي: تنزيهًا لله، وتبرئةً له من ذلك.
ومنه قوله: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ} (١) .
وقال الأعْشَى:
أَقُولُ لَمَّا جَاءَنَا فَخْرُهُ ... سُبْحَانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الْفَاخِرِ (٢)
أراد: التبرُّؤَ من علقمةَ. وقد يكون تَعجبَ بالتسبيح من فخره؛ كما يقول القائل إذا تعجب من شيء: سبحان الله.
فكأنه قال: عجبًا من علقمةَ الفاخرِ.
* * *
٥- ومن صفاته: "قُدُّوسٌ".
وهو حرف مبني على "فُعُّول"؛ من "القُدْس" وهو: الطهارة.
ومنه قيل: "الأرْض الْمُقَدَّسَة" (٣) ؛ يراد: المطهَّرة بالتبريك. ومنه قوله حكاية عن الملائكة: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} (٤) ؛ أي: نَنْسُبك
(١) سورة الجمعة ١، وسورة التغابن ١.
(٢) اللسان ٣/٢٩٩، ومفردات الراغب ٢٢٠، وسيبويه ١/١٦٣، وخزانة الأدب ١/٨٩، ٢/٤١، ٣/٢٤٧، ٢٥١، وتفسير القرطبي ١/٢٧٦، وتفسير الطبري ١/٤٧٤، والصحاح ١/٣٧٢، والبيت في شأن علقمة بن علاثة الصحابي.
(٣) راجع تفسير الطبري ١/٤٧٥، ومفردات الراغب ٤٠٥، وفي سورة المائدة ٢١: (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة) .
(٤) سورة البقرة ٣٠.