منكم في الشهر ولم يكن مسافرا فليصم. لأن الشهادة للشهر قد تكون للحاضر والمسافر (١) .
* * *
١٨٦- {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} أي: يجيبوني، هذا قول أبي عبيدة، وأنشد:
وَدَاعٍ دَعَا يَا مَنْ يُجِيبُ إلَى النَّدَى ... فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ (٢)
أي: فلم يجبه.
* * *
١٨٧- {الرَّفَثُ} الجماع. ورفث القول هو الإفصاح بما يجب أن يكنى عنه من ذكر النكاح.
{تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ} أي: تخونونها بارتكاب ما حرّم الله عليكم (٣) .
{وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} يعني من الولد. أمْرُ تأديب لا فرض.
{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا} أمرُ إباحة.
{حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ} وهو بياض النهار.
(١) في اللسان ٤/٢٢٧ " ... معناه: من شهد منكم المصر في الشهر، لا يكون إلا ذلك؛ لأن الشهر يشهده كل حي فيه. قال الفراء: نصب "الشهر" بنزع الصفة، ولم ينصبه بوقوع الفعل عليه. المعنى فمن شهد منكم في الشهر، أي كان حاضرا غير غائب في سفره" وانظر معاني القرآن ١/١١٣.
(٢) أنشده أبو عبيدة في مجاز القرآن لكعب بن سعد الغنوي، وهو له في الصحاح ١/١٠٤ واللسان ١/١٧٥ والخزانة ٤/٣٧٥ ونوادر أبي زيد ٣٧ وتأويل مشكل القرآن ١٧٧.
(٣) راجع الدر المنثور ١/١٩٧ - ١٩٨ وأسباب النزول ٣٣-٣٤، وفي تفسير القرطبي ٢/٣١٧ "تختانون" أي يستأمر بعضكم بعضا في مواقعة المحظور من الجماع والأكل بعد النوم في ليالي الصوم، وذلك قبل نزول هذه الآية".