(١) ؛ أي: وما أنت بمصدِّق ولو كنا صادقين. ويقال في الكلام : ما أُومِنُ بشيء مما تقول؛ أي: ما أُصدقُ بذلك.
فإيمانُ العبد بالله: تصديقهُ قولا وعملا وعَقْدًا. وقد سمى الله الصلاة - في كتابه - إيمانًا؛ فقال: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (٢) ؛ أي: صلاتَكُمْ إلى بيت المَقْدس.
فالعبدُ مؤْمن، أي: مصدِّق مُحقِّق. والله مؤْمن، أي: مصدِّق ما وعده ومحقِّقُه، أو قابلٌ إيمانَه.
وقد يكون "المؤْمن" من "الأمَان"؛ أي: لا يأمَنُ إلا من أَمَّنَه الله .
وقد ذكرت الإيمان ووجوهَه، في كتاب "تأويل المشكل (٣) ".
وهذه الصفةُ - من صفات الله جل وعزّ - لا تتصَرَّف تصرُّف غيرِها؛ لا يقال: أَمِنَ اللهُ؛ كما يقال: تقدَّس اللهُ. ولا يقال: يُؤْمِنُ اللهُ؛ كما يقال: يتقدَّس اللهُ.
وكذلك يقال: "تعالى الله". وهو تفاعُلٌ من "العُلُو". و"تبارَكَ الله" هو تفاعُلُ من "البركة" و"الله مُتعالٍ". ولا يقال: مُتبارِكٌ. لم نسمعه.
وإنما نَنْتَهي في صفاته إلى حيث انتَهَى؛ فإن كان قد جاء من هذا شيءٌ - عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله، أو عن الأئمة -: جاز أن يُطَلقَ، كما أُطِلق غيرُه.
(١) سورة يوسف ١٧.
(٢) سورة البقرة ١٤٣، وانظر البخاري ١/ ١٣، وسنن أبي داود ٤/٢٢٠.
(٣) راجع تأويل مشكل القرآن ٣٦٧.