المشهور بنظم قصائد مدح بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أوزان قصائد بن الفارض وكان بعض من يتعصب لابن الفارض من القضاة أهانه بسبب وقيعته في بن الفارض فاقبل على نظم تلك القصائد والله المستعان ورأيت في كتاب التوحيد للشيخ عبد القادر القوصي١ قال حكى لي الشيخ عبد العزيز بن عبد الغني المنوفي قال كنت بجامع مصر وابن الفارض في الجامع وعليه حلقة فقام شاب من عنده وجاء إلى عندي وقال جرى لي مع هذا الشيخ حكاية عجيبة يعني ابن الفارض قال دفع الي دراهم وقال اشتر لنا بها شيئا للأكل فاشتريت ومشينا إلى الساحل فنزلنا في مركب حتى طلع البهنسا فطرق بابا فنزل شخص فقال بسم الله وطلع الشيخ فطلعت معه وإذا بنسوة بأيديهن الدفوف والشبابات وهم يغنون له فرقص الشيخ إلى أن انتهى وفرغ ونزلنا وسافرنا حتى جئنا إلى مصر فبقي في نفسي فلما كان في هذه الساعة جاءه الشخص الذي فتح له الباب فقال له يا سيدي فلانة ماتت وذكر واحدة من أولئك الجواري فقال اطلبوا الدلال وقال اشتر لي جارية تغني بدلها ثم أمسك اذني فقال لا تنكر على الفقراء.
٩٠٣ "زعمر" بن علي بن أحمد بن الليث أبو مسلم الليثي البخاري كان حافظا واسع الرحلة كثير التصانيف وقال الشجاع الذهلي كان يحفظ ويفهم وكان قريب الأمر في الرواية وقال خميس الجوزي عنه كتبت من الحديث وكتب لي عشر رواحل وقال ابن الخاصة كان له أنس بالصحيح أثنى عليه وقال الدقاق كان أحفظ من رأيت للكتابين جمع بينهما يعني الصحيحين يعني عمل عليهما مستخرجا وقال يحيى بن مندة كان أحد من يدعي الحفظ والمعرفة إلا أنه كان يدلس وكان متعصبا لأهل البدع صنف مسند الصحيحين وتعقبه أبو سعد
١ القوصي بالضم ومهملة نسبة إلى قوص قرية بصعيد مصر - لب اللباب.