الميانجي وأحمد بن عبد الوارث الزجاج وعبد العزيز بن محمد الجوهري ومحمد بن أبي بكر بن مطروح ومحمد بن الحسن بن عمر التنوخي وآخرون قال ابن يونس توفي في مستهل ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة وفيها أرخه مسلمة بن قاسم وغيره رحمه الله تعالى وخالفهم محمد بن إسحاق النديم في الفهرست فقال أنه مات سنة ٢٢ قال وقد بالغ الثمانين والسواد في لحيته أكثر من البياض وكان أوحد أهل زمانه علما وله من الكتب غير ما تقدم الوصايا والمحاضر والسجلات وشرح الجامع الصغير وشرح الجامع الكبير والفرائض والنقض على الكرابيسي والمختصر الكبير والمختصر الصغير في الفقه وقال البيهقي في المعرفة بعد أن ذكر كلاما للطحاوي في حديث مس الذكر فتعقبه قال أردت أن أبين خطاءه في هذا وسكت عن كثير من أمثال ذلك فبين في كلامه أن علم الحديث لم يكن من صناعته١ وإنما أخذ الكلمة بعد الكلمة من أهله ثم لم يحكمها
١ كيف يقبل هذا القول بغير دليل من البيهقي مع شهادة الائمة المتقدمين بجلالة قدره مثل الحافظ ابن عبد البر الأندلسي المالكي رحمه الله وهو أعلم من البيهقي بحال علماء ديار مغرب ومصر وأبي سعيد بن يونس المصري مؤرخ مصر ولا شك أنه أعلم من البيهقي بحال علماء مصر فإن صاحب البيت أدرى بما فيه وهما وهما اقرب زمانا بالطحاوي من البيهقي ولكن حمله على ذلك القول عصبية لمذهب الشافعي وتحامله على مذهب الحنفية كما يشهد له ماأودع كتابه السنن الكبرى وبسبب هذا التحامل أخطأ في مواضع كثيرة في تجريح الرجال وتوثيقهم وتصحيح الروايات المؤيدة لمذهبه وتضعيف الأحاديث الؤيدة للحنفية كما بينه صاحب الجوهر النقي أحسن بيان مع كونه حافظا مدعيا ان الحديث من صناعة ولكن التعصب والتحامل أذهله وصدق عليه من حفر بئرا لأخيه وقع فيه وإلى الله المشتكى وهو أعلم بالسرائر والضمائر وفي كشف الظنون في بيان معاني الآثار للطحاوي قال الاتقاني في صوم الهداية لامعنى لإنكارهم على أبي جعفر لأنه مؤتمن لا متهم مع غزارة علمه واجتهاده وورعه وتقدمه في معرفة المذاهب وغيرها فإنكارهم عليه بعد تأخر زمانهم بكثير لايجدي نفعا فإن شككت في أمر أبي جعفر فانظر في كتاب شرح معاني الآثار هل ترى له نظيرا في سائر المذاهب فضلا عن مذهبنا هذا – ثم نقل مقال البيهقي في كتاب المعرفة في شأن أبي جعفر وقال هذا لعمري تحامل ظاهر من هذا الإمام البيهقي في شأن هذا الأستاذ الطحاوي الذي اعتمده أكابر المشايخ انتهى ملخصا ١٢ الحسن النعماني المصحح كان الله له.