الرِّجَال مِنْهُم نحور الْخَيل وَجعل كل رجل يَقُول لصَاحبه أَي فلَان تَنَح عني لأوطئك بفرسي إِنِّي أرى وَجه مقاتلي إِنِّي غير رَاجع إِن شَاءَ اللَّه حَتَّى أقتل أَو يفتح اللَّه عَليّ ثمَّ هز الثَّالِثَة فَكبر فَجعل النَّاس يكبرُونَ الأول فَالْأول الْأَدْنَى فالأدنى وَقذف اللَّه الرعب فِي قُلُوب الْمُشْركين حَتَّى أَن أَرجُلهم كَانَت تخفق فِي الركب فَلم يسْتَطع مِنْهُم أحد أَن يُوتر قوسه ثمَّ ولوا مُدبرين وَحمل النُّعْمَان وَحمل النَّاس فَكَانَ النُّعْمَان أول قَتِيل قتل من الْمُسلمين جَاءَهُ سهم فَقتله فجَاء أَخُوهُ معقل بْن مقرن فَغطّى عَلَيْهِ بردا لَهُ ثمَّ أَخذ الرَّايَة وَإِنَّهَا لتنضح دَمًا من دِمَاء من قَتله بهَا النُّعْمَان قبل أَن يقتل فَهزمَ اللَّه الْمُشْركين وَفتح على الْمُسلمين وَبَايع النَّاس لِحُذَيْفَة بْن الْيَمَان فَجمع السَّائِب بْن الْأَقْرَع الْغَنَائِم كَأَنَّهَا الآكام فَجَاءَهُ دهقان من دهاقينهم فَقَالَ هَل لَك أَن تؤمنني على دمي وَدم أهل بَيْتِي وَدم كل ذِي رحم لي وأدلك على كنز عَظِيم قَالَ نعم قَالَ خُذُوا المكاتل والمعاول فامشوا فَمَشَوْا مَعَه حَتَّى انْتهى إِلَى مَكَان قَالَ احفروا فَحَفَرُوا فَإِذا هم بصخرة قَالَ اقلعوها فقلعوا فَإِذا هم بسفطين من فصوص يضيء ضوءها كَأَنَّهَا شهب تتلألأ فَأعْطى السَّائِب كل ذِي حق حَقه من الْغَنَائِم وَحمل السفطين