كَانَ وَالِدي يَدْعُو الله أَن يرزقه ولدا نجيبا فَقَالَ لَهُ فِي الْحَال قد اسْتَجَابَ الله دَعوته فَجئْت أَنْت كَذَلِك وَكَانَ الْمَذْكُور أحدب وقرأت هَذِه النادرة بِخَط الْكَمَال جَعْفَر فَقَالَ فَجئْت أَنْت نجيبا قلت وَقد نظم صباحبنا الْوَزير فَخر الدّين ابْن مكانس ببيتين هَذَا ثَانِيهمَا
(دَعَوْت الله يَأْتِي نجيبا ... أُجِيب دعَاك فِيهِ فصرت بخْتِي) قَالَ القليوني كنت أَجْلِس عِنْد ابْن مخلوف القَاضِي فيجلس الصَّدْر سُلَيْمَان دوني فجَاء مرّة فَجَلَسَ فَوقِي فشكوت ذَلِك للْقَاضِي فَقَالَ ابْن شَاس كَانَ مَالك يكره طول اللِّحْيَة جدا وَكَانَ الصَّدْر طَوِيل اللِّحْيَة فَقَالَ ذَاهِبًا قَالَ وَقَالَ لَهُ مرّة من أَي بلد أَنْت قَالَ من شبر امريق قَالَ مَا حَالهَا قَالَ مَا فِيهَا أَكثر من الشّعير فَقلت لأجل ذَا علقت فِي وَجهك مخلاة وأرسلوه مرّة رَسُولا إِلَى الْعرَاق فَقَالَ لَهُ القليوبي مَا غنمت فِي سفرتك قَالَ كَبرت لحيتي فَقَالَ لَهُ هَذِه الْغَنِيمَة الْبَارِدَة وَله كتاب نتف الْفَضِيلَة فِي نتف اللِّحْيَة الطَّوِيلَة وَمن نظمه قَالَ أَبُو حَيَّان أَنْشدني لنَفسِهِ
(تظافر الْمَوْت والغلاء ... هَذَا لعمري هُوَ الْبلَاء)
(وَالنَّاس فِي غَفلَة وَجَهل ... لَو فطن النَّاس مَا أساؤا) وَله
(علقته مُحدثا ... شرد عَن عَيْني الوسن)
(حَدِيثه وَوَجهه ... كِلَاهُمَا عندى حسن
نظمك من شعرك أحبولة ... لَا غرو أَن صيد بهَا شَاعِر
لَا حكم للنادر لكنما حسنك وَالْحكم لَهُ نَادِر ...
كَانَت وَفَاته فِي جماى الأول سنة ٧٢٥
٩١٩ - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى بن عبد الْكَرِيم بن عَسَاكِر بن سعد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سليم بن مَكْتُوم الْقَيْسِي بدر الدّين السويدي الأَصْل الدِّمَشْقِي ولد بعد الْأَرْبَعين وَحفظ التَّنْبِيه ثمَّ الحادى وَطلب الحَدِيث وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَسمع الْكثير ولازم قِرَاءَة البُخَارِيّ بالجامع بعد الظّهْر فِي رَمَضَان ولازم الْعِمَاد الحسباني فتفقه بِهِ وَأخذ النَّحْو عَن العنبي وبرع فِيهِ وتصدر بالجامع مُدَّة وَأفْتى وَأعَاد وَكَانَ دينا خيرا عابدا كثير الْإِحْسَان إِلَى الطّلبَة والمؤاساة للْفُقَرَاء وَالْبر والصلة لأقاربه مَعَ نزاهة النَّفس والتواضع والاجماع مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ٧ // ٧
٩٢٠ - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عيسون فتلخمى المرسى الأَصْل الغرناطى قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ سخيا وقورا مليح الشكل وَولي الْأَعْمَال وَسعد الْمُلُوك وَله حَظّ من الْأَدَب وَنظر فِي الطِّبّ وَكَانَت وَفَاته بالمرية فِي جُمَادَى الأول سنة ٧٢٣
٩٢١ - مُحَمَّد بن أَحْمد بن فتوح الصغوني بِمُهْملَة ثمَّ مُعْجمَة أَبُو الْفضل