النَّبَوِيَّة قَالَ الذَّهَبِيّ لم يخلف فِي مَعْنَاهُ مثله وَقَالَ البرزالي فِي مُعْجَمه فَاضل كتب فِي الْإِنْشَاء وَفِي جودة الشّعْر فاق أهل عصره وأربى على كثير مِمَّن تقدمه وأضحى المنظور إِلَيْهِ فِي الْبِلَاد الشامية والمصرية وَكَانَ يكْتب التقاليد الْكِبَار والتواقيع بديهة من غير مسودة واشتهر بِحسن الْخلق فَكَانَت أَكثر التقاليد والتواقيع تظهر بِخَطِّهِ وثوقاب بِهِ حَتَّى جمع مِنْهَا بعض الراغبين مجلدين وَكَانَ اشْتغل على ابْن مَالك فِي النَّحْو وعَلى ابْن المنجا فِي الْفِقْه وَأَجَازَ لَهُ يُوسُف بن خَلِيل وَذكر أَنه سمع من لَفظه ديوَان المدائح النَّبَوِيَّة الَّذِي سَمَّاهُ أهنى المنائح فِي أَسْنَى المدائح وَعدد أبياته ألفا بَيت وثلاثمائة وَخَمْسَة وَسِتُّونَ بَيْتا وَمن مَشْهُور نظمه
(تثنى وأغصان الْأَرَاك نواضر ... فنحت وأسراب من الطير عكف)
(فَعلم بانات النقا كَيفَ تنثني ... وَعلمت وَرْقَاء الْحمى كَيفَ تهتف)
وَمِنْه
(رأنى وَقد نَالَ من النحول ... وفاضت دموعي على الخد فيضا)
(فَقَالَت بعيني هَذَا السقام ... فَقلت صدقت وبالخصر أَيْضا)
وَله
(عريب سبوا لومي وَلم تدر مقلتي ... كَمَا سلبوا قلبِي وَلم تشعر الأعضا)
(وَطلقت نومي والجفون حوامل ... فَمن أجل ذَا فِي الخد أبقت لَهَا فرضا)
(وطارحه من أدباء عصره السراج ... الْوراق وناصر الدّين ابْن النَّقِيب)
وشهاب الدّين العزازي وَغَيرهم وَمن غَرِيب قصائده خَاطب بهَا فتح الدّين ابْن عبد الظَّاهِر
(هَل الْبَدْر إِلَّا مَا حواه لثامها ... أَو الصُّبْح إِلَّا مَا جلاه ابتسامها)