وَقَالَ فِيهِ أَيْضا
(لَا تسلم البققي فِي فعله ... إِن زاغ تضليلاً عَن الْحق)
(لَو هذب الناموس أخلاقه ... مَا كَانَ مَنْسُوبا إِلَى البق)
وَلما سمع ابْن البققي قَول الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد
(أهل الْمَرَاتِب فِي الدُّنْيَا ورفعتها ... أهل الْفَضَائِل مرذولون بَينهم)
(فَمَا لَهُم فِي توقي ضرنا نظر ... وَلَا لَهُم فِي ترقي قَدرنَا همم)
(قد أنزلونا لأَنا غير جنسهم ... منَازِل الْوَحْش فِي الإهمال عِنْدهم)
(فليتنا لَو قَدرنَا أَن نعرفهم ... مقدارهم عندنَا أَو لَو دروه هم)
(لَهُم مريحان من جهلٍ وَفضل غنى ... وَعِنْدنَا المتعبان الْعلم والعدم)
فَقَالَ ابْن البققي مناقضاً لَهُ
(أَيْن الْمَرَاتِب فِي الدُّنْيَا ورفعتها ... من الَّذِي حَاز علما لَيْسَ عِنْدهم)
(لَا شكّ أَن لَهُم قدرا رَأَوْهُ وَمَا ... لمثلهم عندنَا قدرٌ وَلَا همم)
(هم الوحوش وَنحن الْإِنْس حكمتنا ... تقودهم حَيْثُ مَا شِئْنَا وهم نعم)