النَّاظِم وَهُوَ الَّذِي كتب إِلَيْهِ أَبُو الْحُسَيْن الجزار ملغزا فِي الشطرنج
(وَمَا شَيْء لَهُ نفس وَنَفس ... ويؤكل عظمه وَيحك جلده)
(يود بِهِ الْفَتى إِدْرَاك سَوَّلَ ... وَقد يلقى بِهِ مَا لَا يودّه)
(وَيَأْخُذ مِنْهُ أَكْثَره بحقٍ ... وَلَكِن عِنْد آخِره يردهُ)
وَهِي طَوِيلَة فَأجَاب بِأَبْيَات مِنْهَا
(لقد أهديت لي لغزاً بديعاً ... يضل عَن اللبيب لَدَيْهِ رشده)
(وَقد أحكمته درا نضيدا ... يشنف مسمعي بالدر عقده)
(فشطر اللغز أَخْمَاس ثَلَاث ... للغزك إِن ترد أَنى أحده)
وَاتفقَ أَنه نظم شَيْئا فِي الْبَحْر الْكَامِل فَأَخْطَأَ فِيهِ الْوَزْن فنقده عَلَيْهِ السراج الْوراق فَكتب إِلَيْهِ
(يَا جَابِرا كسر الضَّعِيف بِطُولِهِ ... ومصححاً مَعْلُول كل سقيم)
(لَا زلت تستر كل عيبٍ ظَاهر ... مني وتأسو داميات كلومي)
مَاتَ فِي سنة ٧١٠ كَذَا أرخه الصَّفَدِي وقرأت بِخَط الْكَمَال جَعْفَر أَنه توفّي فِي حُدُود سنة ٧١٠ قَالَ وَكَانَ مولده فِي جُمَادَى الأولى سنة ٦١٤ قَالَ وَكَانَ شَاعِرًا وجيهاً مبجلاً مدح الأكابر وَكتب عَنهُ الْفُضَلَاء من شعره كَأبي حَيَّان وَابْن القماح وَذكر النَّاسِخ الأخميمي أَنه رأى ابْن دَقِيق الْعِيد يجلّه ويجلسه فَوق نواب الحكم وَقَالَ أَبُو حَيَّان أَنْشدني لنَفسِهِ قصيدةً يمدح بهَا الصاحب فَخر الدّين ابْن الصاحب بهاء الدّين