والغرافي وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء ابْن سيد النَّاس مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن الصُّورِي ويوسف بن يَعْقُوب بن المجاور والواسطي والتقي الوَاسِطِيّ وَغَيرهم وَأخذ الْفِقْه عَن جَعْفَر التزمنتي وَغَيره وَاسْتمرّ متجردا مَعَ الْفُقَرَاء مُدَّة مديدة ثمَّ رَجَعَ وتزيا بزِي الْفُقَهَاء ودرس بالملكية وَأقَام بِجَامِع عَمْرو يشغل النَّاس وَكَانَ يُفْتِي ويدرس ويقرئ فِي كل شَيْء فِي أَي كتاب سُئِلَ فِيهِ وانتفع بِهِ النَّاس وَكَانَ هُوَ وأخواه الْحسن وَالزُّبَيْر من أهل الْخَيْر والتعبد وَكَذَلِكَ أهل بَيتهمْ وَكَانَ الْحُسَيْن قوى النَّفس حاد الْخلق مقداما فِي الْكَلَام قَالَ التَّاج السُّبْكِيّ سمعته يَقُول صَحِبت أَبَا الْعَبَّاس الشاطر إِلَى دمنهور فِي مركب فَطلب من بعض التُّجَّار الَّذين فِيهَا فراشا ونطعا فَامْتنعَ فتردد إِلَيْهِ ثَلَاث مرار فأصر فَقَالَ لي فِي الرَّابِعَة قل لَهُ مركبك فِي هَذِه السَّاعَة الَّتِي فِيهَا كَذَا وَكَذَا غرقت وَلم يسلم مِنْهَا سوى عَبدك فلَان وَمَعَهُ ثَمَانِيَة عشر دِينَارا فَكَانَ الْأَمر كَمَا قَالَ وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه والقراءات والعربية وَالتَّعْبِير وَغير ذَلِك ملازما لشغل الطّلبَة ونفعهم مكرماً لَهُم بشوشا حسن الملتقي عَزِيز النَّفس كَرِيمًا كثير الصَّدَقَة وَتَوَلَّى الْإِعَادَة بالشريفية وَأخذ عَنهُ الطّلبَة طبقَة بعد طبقَة وَمَات فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي صفر سنة ٧٣٩ أرخه ابْن رَافع وبخط نور الدّين الهمذاني توفّي فِي مستهل صفر وَوَافَقَ على السّنة
١٦٠٣ - الْحُسَيْن بن عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن يُوسُف بن تَمام