رجل لَيْتَني أُوتيت مثل مَا أُوتِيَ فلَان فَعمِلت مثل الَّذِي يعْمل فَوضع الْحَسَد مَوضِع الْغِبْطَة
وَلَا يُعَارض هَذَا بقوله تَعَالَى وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فضل الله بِهِ بَعْضكُم عَلَى بعض لَان الْآيَة نزلت فِي سَبَب خَاص رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث مُجَاهِد عَن أم سَلمَة قَالَت يَا رَسُول الله أيغزو الرِّجَال وَلَا نعزو وَلَا نُقَاتِل فَنُسْتَشْهَد وَإِنَّمَا لنا نصف الْمِيرَاث فَأنْزل الله الْآيَة ثمَّ قَالَ صَحِيح إِن كَانَ مُجَاهِد سمع من أم سَلمَة انْتَهَى
قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي شرح مُسلم المُرَاد بِالْحَسَدِ فِي هَذَا الحَدِيث الْغِبْطَة وَقد نبه عَلَيْهِ البُخَارِيّ فِي التَّبْوِيب فَقَالَ بَاب الِاغْتِبَاط فِي الْعلم وَالْحكمَة وَكَذَلِكَ قَالَ النَّوَوِيّ لَا غِبْطَة أفضل مِنْهَا فِي هَاتين
قَالَ الْبَغَوِيّ فِي شرح السّنة وَقيل إِن فِيهِ إِبَاحَة لنَوْع من الْحَسَد كَمَا فِيهِ نوع إِبَاحَة من الْكَذِب فِي قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يحل الْكَذِب إِلَّا فِي ثَلَاث الرجل يكذب فِي الْحَرْب وَيصْلح بَين اثْنَيْنِ وَيحدث أَهله انْتَهَى
قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَمن الْحَسَد مَا يكون مَحْمُودًا مثل أَن يتَمَنَّى زَوَال النِّعْمَة عَن الْكَافِر وَعَمن يَسْتَعِين بهَا عَلَى الْمعاصِي وَكلهمْ اتَّفقُوا عَلَى تَفْسِير الْحَسَد تمني زَوَال النِّعْمَة عَن الْمَحْسُود إِلَى الْحَاسِد وَالْغِبْطَة أَن يتَمَنَّى لنَفسِهِ مثلهَا دون زَوَالهَا من أَخِيه فَقَالَ الْقُرْطُبِيّ وَيُسمى أَيْضا مُنَافَسَة قَالَ الله تَعَالَى وَفِي ذَلِك فَلْيَتَنَافَس الْمُتَنَافسُونَ
١٥٦٩ - الحَدِيث الرَّابِع
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ المعوذتين فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْكتب الَّتِي أنزلهَا الله تَعَالَى كلهَا
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث أبي عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم عَن زيد الْعمي